و العرفان ممّن يصطلى بنارى و يستضيء بنورى فابتدأت بما رمت قضاء لواجب الحق و وفاء بكلمة الصّدق راجيا من اللّه التّوفيق و الهداية و التسديد و الدّراية انّه على ما يشاء قدير و رأيت ان اورد ما رمته فى مقاصد ثلاثة مقدّمات عليها مقدّمات
[المقدمات]
المقدّمة الأولى [البحث عن المستعمل باوصافه و ما تستعمل فيه و من تستعمل له]
جرت سيرة الاصوليّين بعد فراغهم عن تحرير الادلّة على البحث عن المستعمل باوصافه و ما تستعمل فيه و من تستعمل له و ما يترتّب على هذه الامور الثلاثة و ما يليق بها و هذه عادتهم و سجيّتهم من لدن انتشار العلم فى القرن الثانى و ظهور التصانيف الى زماننا هذا فانهم لا يزالون يبحثون عن هذه و يودعونه كتبهم نعلم ذلك منهم و ان لم يصل الينا من تصانيفهم الّا القليل فان أبا عمرو و أبا حنيفة و الشافعى المبتدئ بالتصنيف و من قرء عليهما او اخذ عنهما ما زالوا يبحثون عن هذه على الطريق الّذى بيّناه ثم من بعد جماهير علماء الاسلام الى ان اجتمع العلم منّا فى ابن ابى عقيل و ابن جنيد و من بعد فى المفيد و تلميذيه فصنّفنا الذخيرة و الذّريعة و العدة ثم كثرت التصانيف من الفريقين الى ان وقفت الى الحدّى الّذى تريه و لم يبحث عن حقيقة الامر سوى طائفة من متأخّرى اصحابنا