اسم الکتاب : مقامات الزمخشري المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 20
الضالين. و اعلم أنّ الحامل على الضلال. صل (1) اصلال. لسعته لا ينفعك منها الرّقي. إلا إذا كانت رقيتك التقى. سقى اللّه أصداء قوم هفوا ثم انتعشوا. و جدّوا فيما أجدى عليهم و انكمشوا (2) و يحك إخلط نفسك بغمارهم. و احملها على شقّ غبارهم. فعسيت (3) بفضل اللّه تنجو. و تفوز ببعض ما ترجو.
(1) الصل الحية التي لا تنفع منها الرقية. و يقال للرجل الداهي:
إنه لصل اصلال، و الإضافة إلى الاصلال لجعله واحدا منها متناهيا في الخبث كافة، قيل: خبيث خباث.
(2) انكمش في الأمر: سعى فيه بسرعة و جلد و منة «كميش الازار خارج نصف ساقه» . و كمش أذياله: شمرها. كانوا يقولون إذا قتل قتيل خرجت من رأسه هامة فلا تزال تزقو بأسقوني حتى يدرك ثأره. و الصدى ذكر الهام فمن ثم قالوا: سقى اللّه صدى فلان أي سهل درك ثأره. و قال الفرزدق:
«فلا أثقى الإله صدى تميم # فقد أزرى بنا في كلّ باب» .
يقال: دخل في غمار الناس و خمارهم و هو جماعتهم و كثرتهم، من غمره و خمره إذا ستره لأنهم يسترون الأرض بكثرتهم أو من يندس في وسطهم.
(3) عسيت أن أفعل هي اللغة الحجازية العالية و بها نزل القرآن (فَهَلْ عَسَيْتُمْ)[1] و يقال عساك و عساني مثل لعلك و لعلني.