اسم الکتاب : مقامات الزمخشري المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 152
مقامة التهجد
مقامة التهجد (1) يا أبا القاسم أكرم النفوس أتقاها. و خير الأعمال. أنقاها.
فليكن عملك نقيّا ناصعا و جيبك في ذات (2) اللّه تعالى ناصحا لا تكن العامل الأخرق الذي يأمل بعمله حوز الثّواب. و الفوز في (1) التهجد: قيام الليل. و هو تجنب الهجود و نظائره التأثم و التحرج و التحوب. و يقال أيضا إذا نام و هجدته نومته. قال لبيد:
«هجدنا فقد طال السرى # و قدرنا أن جنى الدهر عقل»
(2) ذات: تأنيث ذو. الذي هو وصلة إلى الوصف باسماء الأجناس. قالوا: لقيته ذات يوم، و ذات ليلة، و ذات العويم، و ذات الزمين، و ذات مرة. على إضافتها إلى الاسماء دون المسميات. بمعنى:
لقيته مرة ذات يوم. أي صاحب الإسم الذي هو يوم. و كذلك غيرها، ثم جرت مجرى حقيقة الشيء. فقالوا: أعطانيه من ذات نفسه. و قيل ذات اللّه لحقيقته و نفسه. و قال أبو تمام:
«و نضرب في ذات اللّه فيوجع» .
يريد في حق اللّه و من أجله و منه قوله:
«و جئتك في ذات اللّه ناصحا» .
اسم الکتاب : مقامات الزمخشري المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 152