اسم الکتاب : معجم مقائيس اللغة المؤلف : ابن فارس الجزء : 4 صفحة : 205
باب العين و الباء و ما يثلثهما
عبث
العين و الباء و الثاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على الخَلط يقال: عَبَثَ الأقِط، و أنا أعبِثُه عَبْثاً، و هو عبيث، و هو يُخلَط و يخفَّف فى الشَّمس.
و العَبِيث: كلُّ خِلْط. و يقال: فى هذا الوادى عَبِيثةٌ، أى خِلْطٌ من حَيَّيْن.
و مما قيسَ على هذا: العَبَث، هو الفعل لا يُفعَل على استواء و خُلوصِ صواب.
تقول: عَبِثَ يعبَث عَبَثاً، و هو عابثٌ بما لا يَعْنيه و ليس من بالِهِ [1]، و فى القرآن:
أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً، أى لَعِبا. و القياس فى* ذلك كله واحد.
عبج
العين و الباء و الجيم ليس عند الخليل [فيه] شىء. و قد قيل العَبَجَة: الأحمق.
عبد
العين و الباء و الدال أصلانِ صحيحان، كأنَّهما متضادّان، و [الأول] من ذينك [2] الأصلينِ يدلُّ على لِين و ذُلّ، و الآخر على شِدّة و غِلَظ.
فالأوّل العَبد، و هو المملوك، و الجماعةُ العبيدُ، و ثلاثةُ أعبدٍ و هم العِبادُ. قال الخليل: إلّا أنّ العامة اجتمعوا على تفرقةِ ما بين عباد اللّٰه و العبيدِ المملوكين. يقال:
هذا عبدٌ بيِّن العُبُودَة. و لم نسمَعْهم يشتقُّون منه فعلًا، و لو اشتق لقيل عَبُد، أى صار عبداً و أقرَّ بالعُبُودة، و لكنّه أُمِيت الفعلُ فلم يُستعمل. قال: و أمّا عَبَدَ يَعبُد عبادةً فلا يقال إلّا لمن يعبدُ اللّٰهَ تعالى. يقال منه عَبَد يعبُد عبادة، و تعبَّد يتعبّد
[1] فى الأصل: «من ناله»، صوابه فى اللسان (عبث). و فى اللسان (بول): «و قولهم ليس هذا من بالى، أى مما أباليه».