يا ضمر خبّرني، و لست بفاعل # و أخوك نافعك الذي لا يكذب
هل في القضيّة أن إذا استغنيتم # و أمنتم، فأنا البعيد الأجنب
و إذا الشّدائد بالشّدائد مرّة # أشجتكم فأنا المحبّ الأقرب
و إذا تكون كريهة أدعى لها # و إذا يحاس الحيس يدعى جندب [1]
و قد رويت هذه الأبيات لغيره، و قد تقدم ذكرها [2] ، و الثبت أنها لهنيّ.
[1042] الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد. من أهل المدينة، و هو أبو كلثوم بن الهدم الذي نزل عليه النبيّ صلّى اللّه عليه و سلّم [3] . و الهدم جاهليّ، قال يرثي عمرو بن حممة الدّوسيّ [4] :
حليما إذا ما الحلم كان حزامة # وقورا إذا كان الوقوف على الجمر
إذا قلت لم تترك مقالا لقائل # و إن صلت كنت اللّيث يحمي حمى الأجر [5]
ليبكك من كانت حياتك عزّة # فأصبح لمّا بنت يغضي على الصّغر [6]
[1043] الهبل بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن أوس الكلبيّ. شاعر معروف، جاهليّ، يقول في كلمة طويلة: [من الطويل]
عشيّة تكبو الخيل في قصد القنا # و تنزع من لبّاتها، ترعف الدّما [7]
إذا كظّهنّ الطّعن من كلّ جانب # كظمن فما يشكون إلاّ تحمحما [8]
[1042]من شعراء الأوس في الجاهلية، و هو من بني عبيد بن زيد من الأوس، و كان رهطه من أهل قباء. انظر لهم (جمهرة أنساب العرب ص 332-333) . و انظر له (الأعلام 8/78، و معجم الشعراء الجاهليين ص 363) .
[1043]ترجم له في (الأعلام 8/70، و معجم الشعراء الجاهليين ص 362، و شعر قبيلة كلب ص 210) .
[1] الحيس: طعام يتّخذ من التمر و السّمن و اللبن المجفّف. و جندب: أخو الشاعر. و كان أبوه و أهله يؤثرونه على هنيّ، و يفضّلونه، فأنف من ذلك هنيّ، و قال تلك الأبيات.
[2] تقدم ذكرها في ترجمة عمرو بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة (36) .
[3] نزل الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم على كلثوم بن الهدم بقباء أوّل ما قدم المدينة. و هو أوّل من مات من الصحابة بالمدينة. انظر (الإصابة 5/462، و جمهرة أنساب العرب ص 334) .
[4] عمرو بن حممة الدوسيّ: شاعر معمّر، و قد مرّت ترجمته (21) . و الأبيات من ستة في (زهر الآداب ص 1058) و كان الهدم قادما من الشام، و معه عتيك بن قيس، و أخيه حاطب بن قيس بن هيشة بن معاوية الذي كانت بسبب حرب حاطب بين الأوس و الخزرج في الجاهلية، فعقروا رواحلهم على قبر عمرو بن حممة، و قام كلّ منهم فأنشد أبياتا.