ظللت عليّ من أشر تنزّى # ستعلم في الكريهة من تجاري [1]
فذر أهل الحروب، فلست منهم # و راجع صفق كفّك في التّجار [2]
فتلك تجارة إن قلت فيها # صدقت حديثها، ليست بعار
ذكر من اسمه مصرّف
[685] مصرّف بن الأعلم بن خويلد بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
فارس، شاعر، جاهليّ، له أشعار في يوم فيف الرّيح، و يوم النّخيل، و هو القائل [3] : [من الكامل]
رحلت أميمة، للفراق، فأصبحت # بعد الصّفاء رحيلها يتقطّع
و تبدّلت بدلا سواك، و ليتها # تدنو، و قرب ذوي المودّة ينفع
لا تيأسنّ، فقد يشتّ ذوي الهوى # حدثان صرف الدّهر، ثمّت يرجع
و فيها يقول:
و أعفّ عن قذف العشيرة بالخنا # و أصدّ ذا الضّغن، الألدّ، فيضرع [4]
و يقلّ مالي، قد علمت، فلا أرى # للدّهر حين يعضّني أتخشّع
و تصيبني فيه قوارع جمّة # فتزلّ عن عودي، و ما أتضعضع [5]
فأدم وصالك للصّديق، و لا تضع # سرّ الأمين، و كن كذلك تصنع
[686] مصرّف بن الحارث. و ابنه الحارث بن مصرّف، شاعران، لقيهما الأصمعيّ، و أخذ عنهما، و ذكرهما، و لم ينسبهما.
[685]من فرسان بني عامر في الجاهلية. و هو شاعر مقلّ مغمور. انظر له (الأعلام 7/228، و أشعار العامريين الجاهليين ص 16، و معجم الشعراء الجاهليين ص 336-337) .
[686]لم أعثر له على ترجمة. و كان معاصرا للأصمعي (ت 216 هـ) .
[1] الأشر: البطر و الاستكبار. و تنزى: أراد (تتنزّى) ، و حذف تاء المضارعة للتخفيف و الضرورة. و تنزّى: توثّب، و تسرّع.
[2] صفق البيع: أمضاه. و الصفق: ضرب له صوت. و كانت العرب إذا أرادوا إنفاذ البيع ضرب أحدهما يده على يد صاحبه. يقول: أنت من أهل التجارة، و لست من أصحاب الحرب.
[3] الأبيات في (أشعار العامريين الجاهليين ص 79-80) . و قد تصرّف المحقق في ترتيب الأبيات، و أضاف إليها بيتا من (أساس البلاغة: تبع) .
[4] الضغن: الحقد الشديد. و الألدّ: الشديد الخصومة. و يضرع: يذلّ، و يخضع.