سالم بن عبيد بن سعد بن كعب بن جلاّن بن غنم بن غنيّ بن أعصر. و يقال له: كعب الأمثال، لكثرة ما في شعره من الأمثال. و مرثيته التي أوّلها [1] : [من الطويل]
تقول سليمى: ما لجسمك شاحبا # كأنّك يحميك الشّراب طبيب
إحدى مراثي العرب المشهورة، يرثي بها أخاه المغوار، و فيها:
لقد كان أمّا حلمه فمروّح # علينا، و أمّا جهله فعزيب [2]
أخي ما أخي، لا فاحش عند بيته # و لا ورع عند اللّقاء هيوب [3]
هو العسل الماذيّ حلما و نائلا # و ليث إذا يلقى العدوّ غضوب
و ختمها بقوله:
لعمركما إنّ البعيد الذي مضى # و إنّ الذي يأتي غدا لقريب
و له: [من البسيط]
اعص العواذل، وارم اللّيل عن عرض # بذي سبيب يقاسي ليله خببا [4]
حتّى تموّل يوما، أو يقال فتى # لاقى التي تشعب الفتيان، فانشعبا [5]
و هذان البيتان قد غرّا خلقا كثيرا؛ يتمثّل بهما الرجل، ثمّ يمضي على وجهه، فيقتل ألف، قبل أن يتموّل واحد.
و له في رواية أبي عيينة المهلّبي: [من السريع]
يا ربّ ما يخشى، و لا يضير # يوما، و قد ضاقت به الصّدور
و له في روايته أيضا: [من الطويل]
ما لام نفسي مثل نفسي لائم # و لا سدّ فقري مثل ما ملكت يدي
[510] كعب بن مالك بن أبي كعب. و يقال: كعب بن مالك بن أبيّ بن كعب بن القين بن [510]صحابيّ، من أكابر الشعراء، من أهل المدينة، اشتهر في الجاهلية. و شهد أكثر الغزوات في الإسلام، ثمّ كان من أصحاب عثمان، و أنجده يوم الثورة، و حرّض الأنصار على نصرته، ثمّ قعد عن نصرة علي بن أبي طالب، و عمي في آخر عمره، و عاش سبعا و سبعين سنة. له ثمانون حديثا. و ديوان شعر، جمعه د. سامي مكي العاني، و قدّم له بدراسة مفصلة عن الشعر و الشاعر. انظر له (الأعلام 5/228-229، و ديوان كعب بن مالك ص 16-150) .
[1] انظر لها (طبقات فحول الشعراء ص 212-213، و الأمالي 2/147-151، و الخزانة 10/426-436، و الأصمعيات ص 97-100) هذا، و نسب بعضها لغير كعب.