و من لا يزل يوفي على الحتف نفسه # صباح مساء، يا ابنة الخير يعلق [1]
[197] عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم بن يقظة القرشيّ. جاهليّ، و له مع عمرو بن العاص أخبار و مناقضات عند خروجهما إلى اليمن [2] ، و عمارة هو القائل [3] : [من الطويل]
و لست بشرب-أمّ عمرو-إذا انتشوا # ثياب النّدامى بينهم كالغنائم
و لكنّنا-يا أمّ عمرو-نديمنا # بمنزلة الرّيّان، ليس بعائم [4]
أسرّك لمّا صرّع القوم، و انتشوا # أن اخرج منها غانما، غير غارم
خليّا، كأنّي لم أكن كنت فيهم # و ليس الخداع من تصافي التّنادم
و قال لعمرو بن العاص، يجيبه عن شعر خاطبه به: [من السريع]
كم مثل أمّك قد وهبت، فلم # منها أثب سهما، و لا زندا [5]
حبلى، فإن تؤنث تكن أمة # لكعاء، أو تذكر، يكن عبدا [6]
و له: [من الطويل]
و أبيض لاوان، و لا واهن السّرى # صبحت، إذا أولى العصافير صرّت [7]
فقام، يجرّ البرد، لو أنّ نفسه # بكفّيه من طول الحميّا لخرّت
[198] عمارة بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس. نزل الكوفة، و قال يرثي عثمان بن عفّان-رضي اللّه عنه- [8] : [من الخفيف]
[197]كان من فتيان قريش جمالا و شعرا. و هو أحد أزواد الرّكب، و يقال له الوحيد. و هو الذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى النجاشيّ، يكلمانه فيمن قدم عليه من المهاجرين. و مات في الحبشة كافرا. انظر (نسب قريش ص 322، و الأغاني 9/69-75 و 18/127-131، و الإصابة 5/216، و معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين ص 305-306) .
[198]من مسلمة الفتح، و عداده في أهل الكوفة، و هو أخو عثمان بن عفّان لأمّه، أمّهما: أروى بنت عامر بن كريز.
و كان حيّا سنة 64 هـ. انظر له (أنساب الأشراف 7/671، و تاريخ الطبريّ 5/570 و 6/30، و الأغاني 1/25، و الإصابة 4/481-482) هذا، و أخلّ بترجمته (معجم الشعراء المخضرمين و الأمويين) .
[4] في الأصل: «بعارم» . و جاء في الهامش: «الصواب: بعائم» ، و كذلك جاءت رواية الأغاني. و العائم: المضطرب، من العوم، و العطشان، من العيم، و هو العطش. و هو المراد.
[7] الواني: التّعب، و الفاتر. و الواهن: الضعيف. و السرى: السير ليلا. و صبحته: سقيته الصّبوح. و الصبوح: ما يشرب أو يؤكل في الصباح. و صرّت العصافير: صوّتت. و الحميّا من كلّ شيء: شدّته. و أراد حميّا الخمر.
[8] الأبيات في (الإصابة) . و فيه: «يمدح بها» (بالأبيات) عثمان.