و لا يكون إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي في أمر إلاّ في عصر خلافته، و عليه يتّجه هذا السؤال: متى كان إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي؟أ في عصر خلافته و بعد الفتوحات الإسلامية و بعد زمن الخلفاء الثلاثة أم قبله؟ و إلى أي بلد بعث الإمام عليّ أبا الهياج لتهديم القبور و طمس الأصنام؟ و أخيرا في كلا الخبرين أمر من الرسول (ص) و الإمام عليّ (ع) -إن صحّ الخبران-بتهديم قبور المشركين في بلد الشّرك، فكيف يدلّ ذلك على انتشار هذا الحكم إلى قبور المسلمين و وجوب تهديمها؟
إنّ بني إسرائيل بعد أن ساروا من مصر و عبروا البحر و جازوا التّيه و بلغوا فلسطين، أصبح لهم بيت عبادة و هو (بيت المقدس) و لم يكن لهم بيت عبادة غيره. و في عصر سليمان أصبح لسليمان الملك النبيّ بلاط يسمّى هيكل سليمان. فأين كانت قبور أنبيائهم الّتي اتّخذوها مساجد؟و كان بيت المقدس و بلده تحت أنظار المسلمين و العرب قبل عصر رسول اللّه (ص) . و أمّا ما بقي من قبور أنبيائهم مثل قبر الخليل و موسى بن عمران، فإنّا لم نر و لم نسمع و لم