روى الذهبي في ترجمة ابن السّقا من تذكرة الحفاظ، و قال:
الحافظ الإمام، محدّث واسط، أبو محمّد، عبد اللّه بن محمّد بن عثمان الواسطي.
و اتّفق أنّه أملى حديث الطير، فلم تحتمله نفوسهم، فوثبوا به فأقاموه، و غسلوا موضعه فمضى و لزم بيته. فكان لا يحدّث أحدا من الواسطيين، فلهذا قلّ حديثه عندهم
72
.
لم يقتصر ما جرى من الحكّام على آل البيت طوال القرون على ما أوردنا أمثلة منه من قيامهم بلعنهم و أمر الناس بلعنهم و التبري منهم و ترك رواية أحاديث الرسول (ص) في مدحهم، بل شمل أنواع الأذى لهم و قتلهم قتل إبادة، كما أوردنا بعضها في المجلد الثالث من هذا الكتاب، في ذكرنا ما جرى على آل الرسول (ص) في كربلاء، ثمّ تسلسل قتل الحكام إيّاهم على عهد الأمويين و العباسيين، كما حفل بذكر أخبارهم أبو الفرج في كتابه مقاتل الطالبيين.
و أحيانا كان يجري عليهم من قبل الخلفاء العباسيين أشدّ مما كان يجري عليهم على عهد الخلفاء من قبلهم، كالآتي ذكر أمثلة منه بحوله تعالى:
و حديث الطير أن رسول اللّه (ص) أهدي إليه طير مشوي فوضع بين يديه فقال: اللهم ائتني بأحبّ الخلق إليك يأكل معي. فجاء علي بن أبي طالب و أكل معه. و راجع أسانيد حديث الطير في: 2/105 -155، من سيرة الإمام علي في تاريخ دمشق لابن عساكر تحقيق البحاثة المحقق المحمودي ط. بيروت سنة 1395 هـ.