هو كمال الدين، أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي النصيبي الشافعي، مفتي دمشق و خطيبها (582- 652/ 1186- 1254 م).
كان من الصدور الأكابر، و الرؤساء المعظمين، ذا حشمة و جاه، إماما في الفقه، مفتيا بارعا في الحديث، و الأصول، و الخلاف، مقدما في القضاء و الخطابة، متضلعا في الأدب و الكتابة، معروفا بالزهد في الدنيا و الإعراض عنها، مع انهماك في العلوم الغريبة و علم الجفر، و لذا وصف في (كشف الظنون، ص: 734) و في (هدية العارفين، (ج: 1، ص: 125) بالجفار، و لقبه بروكلمن بالراجي، و منه تسرّب إلى فهرس مكتبة كوبريلي (ج: 1، ص: 460).
قال الصفدي في (الوافي بالوافيات، (ج: 3، ص: 176): (ولد بالعمريّة من قرى نصيبين [1]، و برع في المذهب، و سمع بنيسابور من المؤيد الطوسي، و زينب الشعرية، و حدّث بحلب و دمشق، و كان صدرا معظما محتشما، و ترسل عن الملوك ..).
[1] نصيبي: على وزن الجمع، مدينة عامرة من بلاد الجزيرة في شمال العراق على جادة القوافل بين الموصل و الشام و النسبة إليها نصيبي و نصيبيني.