responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 304

مطالع التعظيم بارقة أنوارها مرتفعة في معارج التفضيل قيمة أقدارها بادية لعقول أهل المعرفة آية أثرها، و هي و إن كانت صغيرة فدلالتها كبيرة.

و هي أن هذا أبا جعفر محمدا ((عليه السلام)) لما توفي والده علي الرضا و قدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته بسنة، اتفق أنه بعد ذلك خرج يوما يتصيد فاجتاز بطرف البلد في طريقه و الصبيان يلعبون و محمد واقف معهم- و كان عمره يومئذ إحدى عشرة سنة فما حولها- فلما أقبل الخليفة المأمون انصرف الصبيان هاربين، وقف أبو جعفر محمد فلم يبرح مكانه فقرب منه الخليفة فنظر إليه، و كأن اللّه (عز و جل) قد ألقى عليه مسحة من قبول، فوقف الخليفة و قال له: يا غلام ما منعك من الانصراف مع الصبيان؟ فقال له محمد مسرعا: يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق لأوسعه عليك بذهابي، و لم يكن لي جريمة فأخشاها و ظني بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له، فوقفت. فأعجبه كلامه و وجهه فقال له: ما اسمك فقال: محمد فقال: ابن من أنت فقال: يا أمير المؤمنين أنا ابن علي، فترحم على أبيه و ساق إلى وجهته و كان معه، فلما بعد عن العمارة أخذ بازا فأرسله على دراجة فغاب عن عينيه طويلا، ثم عاد من الجو و في منقاره سمكة صغيرة و بها بقايا الحياة فأعجب الخليفة من ذلك غاية العجب، ثم أخذها في يده و عاد إلى داره في الطريق الذي أقبل منه، فلما وصل إلى ذلك المكان وجد الصبيان على حالهم انصرفوا كما فعلوه أول مرة و أبو جعفر لم ينصرف و وقف كما وقف أولا، فلما قرب منه الخليفة قال له: يا محمد قال: لبيك يا أمير المؤمنين قال له: ما في يدي؟ فألهمه اللّه (عز و علا) أن قال: يا أمير المؤمنين إن اللّه (تعالى) خلق بمشيئته في بحر قدرته سمكا صغارا تصيدها بزاة الملوك و الخلفاء فيختبرون بها سلالة أهل النبوة.

فلما سمع المأمون كلامه عجب و جعل يطيل نظره إليه، و قال: أنت ابن الرضا حقا و ضاعف إحسانه اليه.

اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست