الباب الثامن في أبي الحسن علي بن موسى الرضا ((عليه السلام))
قد تقدم القول في أمير المؤمنين علي و في زين العابدين علي و جاء هذا علي الرضا ثالثهما، و من أمعن النظر و الفكرة وجده في الحقيقة وارثهما فيحكم كونه ثالث العليين، نما إيمانه و علا شأنه و ارتفع مكانه و اتسع إمكانه و كثر أعوانه و ظهر برهانه، حتى أحله الخليفة المأمون محل مهجته و أشركه في مملكته و فوض إليه أمر خلافته و عقد عليه على رءوس الاشهاد عقدة نكاح ابنته، و كانت مناقبه علية و صفاته سنية و مكارمه حاتمية و شنشنته أخزمية و أخلاقه عربية و نفسه الشريفة هاشمية و ارومته الكريمة نبوية. فمهما عد من مزاياه كان ((عليه السلام)) أعظم منه و مهما فصّل من مناقبه كان أعلى رتبة منه.
أما ولادته ففي حادي عشرين [ذي] الحجة سنة ثلاث و خمسين و مائة للهجرة بعد وفاة جده أبي عبد اللّه جعفر بخمس سنين.
و أما نسبه أبا و أما فأبوه أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، و قد تقدم ذكر ذلك، و أمه أم ولد تسمى الخيزران المريسيّة و قيل شقراء النوبية و اسمها أروى و شقراء لقب لها.
و أما اسمه فعلي و هو ثالث العليين أمير المؤمنين و زين العابدين و أما كنيته فأبو الحسن.