responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 252

مطنبه، يعد مصافحة الصفاح غنيمة باردة، و مرامحة الرماح فائدة عائدة و مكافحة الكتائب مكرمة زائدة و مناوحة المقانب منقبة شاهدة، يعتقد القتل يلحفه طلل الحياة الأبدية و يسعفه جلل المحامد السرمدية و يزلفه من منازل الفخار العالية المعدة للشهداء الاحدية، جانحا إلى ابتياع العز بمهجته و يراها ثمنا قليلا جامحا عن ارتكاب الدنايا و إن غادره جماحه قتيلا:

يرى الموت أحلى من ركوب دنية * * * و لا يغتدي للناقصين عديلا

و يستعذب التعذيب فيما يفيده‌ * * * نزاهته عن أن يكون ذليلا

فهذا مالك زمام الشجاعة و حائزها، و له من قداحها معلاها و فائزها قد تفوق بها لبان الشرف و اغتذاه، و تطوق در سحابه المستحلى و تحلاه و عبق نشر أرجه المنتشر مما أتاه، و نطق فعله بمدحه و إن لم يفض فاه و صدق و اللّه واصفه بالشجاعة التي يحبها اللّه، و إذا ظهرت دلالة الآثار على مؤثرها و أسفرت عن تحقق مثيرها و مثمرها، فقد صرح النقلة في صحائف السير بما رواه و جزموا القول بما نقله المتقدم إلى المتأخر فيما رووه أن الحسين ((عليه السلام)) لما قصد العراق و شارف الكوفة سرّب إليه أميرها يومئذ عبيد اللّه بن زياد الجنود لمقاتلته أحزابا، و حزّب عليه الجيوش لمقاتلته أسرابا و جهّز من العساكر عشرين ألف فارس و راجل يتتابعون كتائب و اطلابا. فلما حصروه و أحدقوا به شاكين في العدة و العديد ملتمسين منه نزوله على حكم ابن زياد أو بيعته ليزيد، فإن أبى ذلك فليؤذن بقتال يقطع الوتين و حبل الوريد، و يصعد الأرواح إلى المحل الأعلى و يصرع الاشباح على الصعيد، فتبعت نفسه الأبية جدها و أباها و عزفت عن التزام الدنية فأباها، و نادته النخوة الهاشمية فلباها و منحها الإجابة إلى مجانبة الذلة و حباها فاختار مجالدة الجنود و مضاربة ضباها و مصادمة صوارمها و شيم شباها، و لا يذعن لوصمة تسم بالصغار من شرفه خدودا و جباها، و قد كان أكثر هؤلاء المخرجين لقتاله قد شايعوه و كاتبوه و طاوعوه و عاهدوه و بايعوه و سألوه القدوم عليهم ليبايعوه‌

اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست