الإسلام في اللغة جعل الشيء سالما، و الإسلام الانقياد، و الإسلام التدين بدين الإسلام، و مجموع القوانين المنزلة من السماء على الأنبياء في كل عصر، و التسليم و السلام قد كثر استعمالها في التحية، و من مصاديقهما تسليمات الصلاة، و تسليم التحية الابتدائية، و تسليم التحية الجوابية، و قد ذكر التفصيل فيه تحت عنوان التسليم فراجع.
و كيف كان للإسلام في الاصطلاح إطلاقات:
الأول: الإقرار بالشهادتين أي الشهادة بالتوحيد و الرسالة لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، سواء علم اعتقاد المقر بمضمونها أو لم يعلم بل أو علم بعدمه على الظاهر.
الثاني: الإقرار المذكور مع الإذعان بهما أو بجميع أصول الدين قلبا.
الثالث: مجموعة من الشرائع السماوية النازلة على الأنبياء عليهم السلام، بمعنى المقدار المشترك بين مجموع أصولها و فروعها فهي كالهيكل العظمى للشرائع الخمس المنزلة على نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمد عليهم الصلاة و السلام، لم يزد عليها شيء منذ شرعت، و لم ينسخ منها كذلك و يرادفه الدين أيضا، فالزيادة و النقص و عروض التشريع و النسخ تكون بلحاظ غيرها من الأحكام المتفرعة على تلك الأصول.
ثم إن الإسلام يقرب من الإيمان في الجملة فإن للإيمان إطلاقين: أحدهما ما يقرب من المعنى الثاني للإسلام أو هما مترادفان فيه، و الثاني المعنى الأخص منهما و هو المعنى المذكور مع الاعتقاد بالولاية، فالإسلام بالمعنى الأول أعم من إطلاقات العنوانين كما أن الإسلام و الإيمان بمعناه أعم من الإيمان بالمعنى الثاني، و أما الشريعة فتطلق على المجموع من المشترك الثابت و الفروع التي تزاد عليه، فهي متعددة حسب تعدد ما جاء به أولوا العزم من الرسل قال تعالى (إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللََّهِ اَلْإِسْلاََمُ) و قال تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنََا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهََاجاً) و ذكر في الإيمان ماله مساس بالمقام فراجع.