لا تفعل، فيخرج أحدهما و قد ذكر في نفس الخبر أن العالم (أي الكاظم عليه السلام) سنّ الرقاع دون هذا.
السادس: الاستخارة بذكر ألفاظ و أذكار مكررا ثم العمل بما يترجح في قلبه و ينقدح في ذهنه بعده، مطلقا أو عند القيام للصلاة، لموثق حسن ائت المسجد فصلّ ركعتين و استخر اللّه مائة مرة ثم أنظر أيّ شيء يقع في قلبك فاعمل به.
السابع: الاستخارة بالمساهمة و القرعة ففي خبر ابن سيابة قلت له كيف أساهم؟قال اكتب في رقعة-بعد ذكر دعاء-اعمل بهذا الطرف ثم أكتب في رقعة تلك الأدعية ثم اكتب اعمل بهذا الطرف انتهى.
هذا و لا يخفى عليك ضعف سند أغلب الوجوه المذكورة و المتيقن منها الموافق لأصول المذهب و قواعده هو الوجه الأول و لا يبعد اعتبار الوجه السادس أيضا.
عوذ الاستعاذة
الاستعاذة في اللغة الالتجاء يقال عذت بفلان و استعذت به لجأت إليه، و قد كثر استعمالها في الشرع و عند المتشرعة في قول أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم أو ما يشبه ذلك من الكلام، و ذكر الأصحاب انها تستحب بعد الصلاة بعد تكبيرة الإحرام و قبل القراءة، و ينبغي أن تكون إخفاتا و لو كانت الصلاة جهرية.
و يدل عليه قوله تعالى (فَإِذََا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ مِنَ اَلشَّيْطََانِ اَلرَّجِيمِ) و في النصوص تعوذ باللّه من الشيطان الرجيم عند كل سورة تفتحها، و عن أمير المؤمنين عليه السلام أعوذ باللّه أي امتنع باللّه، و انه قد أمر اللّه به عباده عند قراءة القرآن و من تأدب بأدب اللّه أداه إلى الفلاح الدائم (الوسائل ج 6 ص 197) .
و لا يبعد استحبابها عند الشروع في كل أمر ذي بال لقوله تعالى (وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزََاتِ اَلشَّيََاطِينِ `وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) (المؤمنون 97) و عند وصول وسوسة أو ضرر من الشيطان لقوله تعالى (وَ إِمََّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ اَلشَّيْطََانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللََّهِ) انتهى.