responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصطلحات الفقه المؤلف : المشكيني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 554

أقول الظاهر أن الموضوع الأول للكلمة الهلال الذي هو اسم جامد، و لذا ليس للكلمة فعل ثلاثي، و هو مبدأ المشتقات حينئذ كالإهلال و الاستهلال و قد أرادوا بهما رفع الصوت بالهلال لا الإيجاد، ثم أستعير لكل رفع الصوت كالإهلال للحج و استهلال الصبي، و كيف كان فالهلال قد وقع في الشريعة متعلقا للأحكام الشرعية و موردا للبحث عنه في الفقه، قال تعالى‌ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ اَلْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوََاقِيتُ لِلنََّاسِ وَ اَلْحَجِّ) ، فيه يوقت و يؤرخ كل حادثة احتاجت إلى التوقيت و التأريخ، كالمواليد، و الوفيات، و الديون، و العقود، و الإيقاعات و غير ذلك، و هذا هو التوقيت بالشهور القمرية و هو الذي كان مشهورا متعارفا في صدر الإسلام، بل لم يكن عند العرب انئذ غيره، بل و لعل الأمر كان كذلك عند غيرهم أيضا لكون الهلال أو القمر هو القابل لرؤية العوام، و الصالح لتوقيتهم، و قد مر ما يناسب ذلك تحت عنوان الشهر و اليوم و غيرهما.

هكل عبد هياكل العبادة

الهيكل في اللغة الشجر الطويل العظيم، و البناء الكبير المرتفع، و الحيوان الضخم الكبير الجثة، و كل صورة و شخص و تمثال، و الجمع هياكل.

و ذكر الأصحاب في الفقه تحريم كل هيكل صنع للعبادة له، كان من الذهب أو الفضة أو الشجر أو غيرها، و كانت العبادة على نحو الاعتقادية بربوبيته، أو كونه مقربا إلى اللّه تعالى، أو كونه واسطة في الرزق، أو كونه دخيلا في قضاء حوائج الإنسان، أو في دفع الشرور عنه و ما أشبه ذلك، فقالوا إنّ جعله، و اختراعه، و حفظه، و بيعه، و أخذ ثمنه، و أخذ الأجرة على شي‌ء من ذلك حرام محرم، فإنه مما يجي‌ء منه الفساد محضا و كلما كان كذلك فقد دل النص على أنه حرام تعليمه و تعلمه و العمل به و أخذ الأجرة عليه و جميع التقلب فيه من وجوه الحركات، و مثلوا له بالأصنام و الصلبان، و الظاهر أن ذلك لم يكن فيه ريب في بدو ظهور الإسلام حكما و موضوعا و أما في عصرنا هذا فمتى علم بتحقق ذلك بأي وجه، كان حراما أيضا.

اسم الکتاب : مصطلحات الفقه المؤلف : المشكيني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 554
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست