responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصطلحات الفقه المؤلف : المشكيني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 368

الحالات، بل يظهر من كلمات بعض الفقهاء انه من الموضوعات التي تعلق بها التحريم فقد صرح في الشرائع و المسالك و كشف اللثام في صفة الحسد و بغضة المؤمن بأنهما من المحرمات إلاّ انهما لا تقدحان في العدالة.

و ذكر آخرون في صفة الكبر و اليأس من روح اللّه تعالى و الأمن من مكر اللّه تعالى، انها من المحرمات الكبيرة و عدوها في باب عدالة الإمام من المعاصي التي تقدح بعدالته.

و كيف كان انّ هنا صفات من رذائل الأخلاق يظهر من عبائر القوم تعلق الحرمة بها، و عدها الحرّ في عناوين أبواب الوسائل أيضا من المحرمات، بل و يظهر من ظواهر نصوصها أيضا ذلك، و هي: كالكبر، و الحسد، و اليأس من روح اللّه، و الأمن من مكره، و سوء الظن باللّه، و الحرص، و الطمع، و بغضة المؤمن، و البخل، و قسوة القلب، و العصبية، و الحمية، و نية الشر، و غير ذلك. مع انه لا يمكن عد أكثرها على الإطلاق لو لا جميعها من المحرمات شرعا، بل و لا عقلا و لم يفت بها أحد من الأصحاب و ذلك لان أكثرها صفات أو ملكات ذاتية غير اختيارية عارضة على طبيعة الإنسان و نفسه أودعتها فيها يد الخلقة و أعانها أحيانا طبع الوراثة.

و على هذا فان قلنا بالحرمة فلا بد من ان تتعلق بإبقائها و ترك السعي في إزالتها، و هو مشكل للجهل حينئذ بمتعلق التحريم، و انه آنات وجودها أو ساعاتها المصطلحة أو الأيام التي تمضي عليها، فلا محيص عن القول بتعلقها إلى ما يتولد منها في الخارج من الأقوال و الأفعال و الكتابة و ما أشبه ذلك و ذكرنا شيئا من ذلك تحت عنوان الحسد فراجع.

و في نصوص هذا العنوان أيضا ما يدل على كون المحرم الآثار الخارجية دون نفس الصفة كقوله عليه السّلام ان سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك فالمفضولية عن السيئة المستلزمة لكونها مسيئة ثابتة على الحسنة المأتي بها عجبا، أو المقارنة له، و قوله عليه السّلام: ان موسى عليه السّلام سأل إبليس عن الذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذ عليه، قال إذا أعجبته نفسه و استكثر عمله فان الظاهر ان قوله و استكثر عمله بيان لكيفية إعجاب النفس و قد أطلق عليه الذنب فتأمل.

اسم الکتاب : مصطلحات الفقه المؤلف : المشكيني، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست