responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصابيح الأحكام المؤلف : السيد بحر العلوم    الجزء : 1  صفحة : 42

و في تفسيره المعرفة بمعرفة الإمام دلالة على أنّ المراد بها المعرفة التفصيليّة اللائقة بعلوّ شأنه، و لا تحصل إلّا بقول الإمام و تعريفه و بيانه، و هذه هي التي تبلغ بالعبد إلى ساحة القرب، و ترتقي به إلى معارج الحبّ، دون المعرفة الإجماليّة المتقدّمة على معرفة النبيّ و الإمام. و كيف يحبّ اللّٰه جبريٌّ يسند كلّ ظلم و قبيح إلى اللّٰه، أو قدريّ ينفي قدرة اللّٰه و يدّعي لنفسه سلطان اللّٰه، أو جاهل ينكر حبّ اللّٰه للعبد و حبّ العبد للّٰه!؟ و ما أبعد هؤلاء عن معرفة اللّٰه و حبّه و عبادته، فإنّهم لم يأتوا البيوت من أبوابها و لم يتوسّلوا إلى الأشياء بأسبابها.

و كذلك المنهمك [1] في الدنيا الذي جعلها أُمّاً و أباً و اتّخذها ديناً و مذهباً، فإنّ حبّ اللّٰه و حبّ الدنيا ضدّان لا يجتمعان. و لحبّه تعالى آثار و علامات من ادّعاه من غير حقيقة كذّبته شواهد الامتحان.

معنى العبادة و أقسامها:

ثمّ اعلم أنّ العبادة لغةً هي: الخضوع و الانقياد [2].

و اصطلاحاً: فعل المأمور به من حيث إنّه مأمور به [3]. و بعبارة أُخرى: ما قارن القربة من الطاعات.

ظاهر الحديث القدسي- فإنّه غني عن ذلك، فيجب تنزيله على إرادة عارفيّة العبد العائد نفعها إليه، لا معروفيّة الربّ؛ و لا بدّ فيه و في آية العبادة من الحمل على التكليف بهما، لتخلّفهما في كثير من العباد، و امتناع تخلّف الغاية في فعل الحكيم العالم بالعواقب» منه (قدس سره).


[1]. انهمك فلان في كذا: إذا لجّ و تمادى فيه. كتاب العين 3: 1900، «همك».

[2]. المصباح المنير: 389، «عبد»، و فيه: «و هي الانقياد و الخضوع».

[3]. لم نجد هذا التعريف بعينه في مصادرنا الفقهية و الأُصوليّة.

اسم الکتاب : مصابيح الأحكام المؤلف : السيد بحر العلوم    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست