و ثالثها [2]: منع الدلالة؛ إذ ليس فيها تصريح بإصابة الدم الماء، و إنّما المتحقّق إصابة الإناء، و هي لا تستلزم إصابة الماء، فيكون باقياً على طهارته.
و ردّ الأوّل: بأنّ توثيق العلوي يستفاد من تصحيح العلّامة أخباره في المختلف [3]، و المنتهى [4]، و بأنّ الكليني روى هذه الرواية عن محمّد بن يحيى، عن العمركي، عن عليّ بن جعفر (عليهما السلام)[5]، و هو من الصحيح الواضح، و باعتباره صحّ الحديث المورد للمعارضة؛ فإنّه تتمّة هذا الحديث، كما يعلم بمراجعة الكافي [6].
و الثاني [7]: بأنّ مورد السؤال في هذا الخبر القطرة من الدم، و موضع النزاع ما كان منه كرءوس الإبر ممّا لا يدرك بالطرف، و أحدهما غير الآخر.
و الثالث [8]: بأنّ السائل، و هو عليّ بن جعفر، فقيه جليل القدر، عظيم الشأن، فلا يسأل عن حكم الماء بإصابة النجاسة إناءه من دون أن يصيبه.
[1]. الكافي 3: 74، باب النوادر، الحديث 16، التهذيب 1: 437/ 1299، الزيادات في باب المياه، الحديث 18، وسائل الشيعة 1: 150، كتاب الطهارة، أبواب الماء المطلق، الباب 8، الحديث 1.
[2]. هذا الجواب من المحقّق في المعتبر 1: 50، و حكاه- بدون تسمية قائله- المحدّث البحراني في الحدائق الناضرة 1: 330، و الخوانساري في مشارق الشموس: 190، السطر 25.