و من ذلك ما رواه ابن عباس قال: خطب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال: يا معاشر الناس، إن اللّه أوحى إليّ أني مقبوض و أن ابن عمّي هو أخي و وصيّي و ولي اللّه و خليفتي، و المبلّغ عنّي و هو إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجلين و يعسوب الدين، و إن استرشدتموه أرشدكم، و إن تبعتموه نجوتم، و إن أطعتموه فاللّه أطعتم، و إن عصيتموه فاللّه عصيتم، و إن بايعتموه فاللّه بايعتم، و إن نكثتم بيعته فبيعة اللّه نكثتم، إن اللّه عز و جل نزّل عليّ القرآن و عليّ سفيره، فمن خالف القرآن ضلّ، و من ابتغى علمه من غير علي زلّ، معاشر الناس ألا إن أهل بيتي خاصّتي و قرابتي، و أولادي و ذريّتي و لحمي و دمي و وديعتي و إنكم مجموعون غدا و مساءلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهم، فمن آذاهم فقد آذاني، و من ظلمهم فقد ظلمني، و من نصرهم فقد نصرني و من أعزّهم فقد أعزّني، و من طلب الهدى من غيرهم فقد كذّبني، فاتقوا اللّه و انظروا ما أنتم قائلون غدا فإني خصم لمن كان خصمهم و من كنت خصمه فالويل له [2]:
بني الوحي و الآيات يا من مديحهم * * * علوت به قدرا و طبت به ذكرا
مهابط سرّ اللّه خزّان غيبه * * * و أعلى الورى فخرا و أرفعهم قدرا
ركائب آمالي إليكم حثثتها * * * فلا أرتجي في الناس زيدا و لا عمرا
و من ذا الذي أضحى برفع نداكم * * * نزيلا و ما أبدلتم عسره يسرا؟
و من ذلك ما رواه حذيفة بن اليمان قال: رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) آخذ بيد الحسن بن علي و هو يقول: أيّها الناس هذا ابن علي فاعرفوه، فو الذي نفس محمد بيده إنّه لفي الجنّة و محبّه في الجنّة، و محبّ محبيه في الجنّة [3].
و عن أبي الطيب الهروي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السلام): أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم، مبغض لمن أبغضكم، محبّ لمن أحبّكم، شافع لمن والاكم آخذ بيد من مال إليكم [4].
[1] بصائر الدرجات: 86 ح 15 باب انه عرف ما رأى في الأظلة، و بحار الأنوار: 17/ 153 ح 59.