responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 42

و الطرفين، فقد تمسّك بعروة الحقيقة.

فصل‌

و العالم أعراض و أجسام، و الأجسام مركّبة من الخط و السطح خطا ثم سطحا ثم جسما، و مدار الكل على النقطة، و مرجعه إليها، و الكلام أيضا على الحروف، و الحروف على الألف، و الألف على النقطة، و كذلك بني آدم فإنّ كثرتهم منحصرة في وحدة آدم، دليله قوله تعالى:

خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ [1]؛ أي من صورة واحدة، و مادة واحدة، و ذلك تنبيها للغافلين، و إيجازا للعارفين، و كثرة آدم راجعة في بستان الوحدة إلى النقطة، و كذلك الأعداد فإنّ مرجعها إلى الواحد، و منبعها منه.

فصل [معنى الواحد و الألف‌]

و اعلم أنّ سرّ العدد في النفوس مطابق لصور الموجودات، و هو عنصر الحكمة، و مبدأ المعارف و الإكسير الأوّل، و الكيمياء الأكبر و العهد المأخوذ، و أوّل الابتداع، ابتدعه الربّ و جعله أصلا لخلقه، و قبلة لعباده و وجهه، و أطلعه من سرّه المكنون، و علمه المخزون، على ما كان و ما يكون، و هو واحد العدد، خلقه من نور جلاله، و هو الإبداع المحض، و الأحد الذي ليس قبله شي‌ء من العدد، و هو أول موجود، و الواحد المبدع و الأحد، بإثبات الألف هو المبدع لأن الألف يتقدّم الحروف ففي الأحد هي الأحدية، و في الواحد هي الوحدانية، و الأحد لا حدّ له و لا يوصف بإشارة أبنية فهو الأحد المطلق و الواحد الحق؛ هو الذي تنبعث منه الآحاد و هو ينبوع الأزواج و الأفراد، فعلم العدد أوّل فيض العقل على النفس، و لذلك صار مركوزا في قوّة النفس، أول فيض العقل على النفس و العدد لسان ينطق بالتوحيد لأنّ لفظ الواحد متقدّم على الاثنين فالسبق للواحد، و في تقدّم أحد الاثنين على الآخر تأخّر


[1] الزمر: 6.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست