responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 309

عليه آياته، ولّى مدبرا، و صدّ مستكبرا، لأنه لم يؤمن بها من الأزل و لم يزل، فلذلك لم يؤمن بها اليوم، و لم ينقد مع القوم، و كيف يعرفها في عالم الأجسام و الأشباح؟ و قد أنكرها في عالم الأرواح، فهو في عالم الأجساد ممسوخ، و من عالم الأرواح مفسوخ، و في سجين مرسوخ، لأن الجسد تابع للأرواح و إليه الإشارة بقوله: وَ نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَ أَبْصارَهُمْ كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ [1] لأن الإيمان من ذلك اليوم.

دليله قوله: الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ‌ [2] في ولاية علي الذي أخذ عليهم عهدها في الأزل و قوله: وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‌ [3] يعني يصلون حبّ اللّه بحب محمد، و حب محمد بحب علي، و حب علي بحب فاطمة، و حب فاطمة بحب عترتها.

وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ‌ في ترك الولاية وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ‌ لمن لم يؤمن بآل محمد.

دليل ذلك أن رجلا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): إنّي أحبّك.

فقال له: كذبت إنّ اللّه خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ثم عرض عليّ المطيع منها و العصاة فما رأيتك يوم العرض في المحبين، فأين كنت؟ [4].

و قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): أعداؤنا مسوخ هذه الأمّة [5].

و من أنكر فضل آل محمد (عليهم السلام) فهو عدوّهم، و إن كثر صومه و صلاته فإن عبادة إبليس أعظم و أكثر، فإن ذلك ضاع عند عصيانه و خلافه، و لا فرق بين عصيان الرب و عصيان الإمام.


[1] الأنعام: 110.

[2] الرعد: 20.

[3] الرعد: 21.

[4] نهج السعادة: 409/ 7، و مناقب آل أبي طالب: 2/ 96 بتفاوت.

[5] تقدّم الحديث.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست