responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 29

فصل [أسرار علم الحروف‌]

و لمّا كان سرّ اللّه مودعا في خزانة علم الحروف و هو علم مخزون، في كتاب مكنون، لا يمسّه إلّا المطهرون، و لا يناله إلّا المقرّبون، لأنّه منبع أسرار الجلال، و مجمع أسماء الكمال، افتتح اللّه به السور، و أودعه سرّ القضاء و القدر، و ذلك بأن اللّه تعالى لما أراد إخراج الوجود من عالم العدم إلى عالم الكون، أراد العلويات و السفليات باختلاف أطوار تعاقب الأدوار و أبرزها من مكامن التقدير، إلى قضاء التصوير، عبأ فيها أسرار الحروف التي هي معيار الأقرار، و مصدار الآثار؛ لأن الباري تعالى بالكلمة تجلّى لخلقه و بها احتجب ثم أوجد طينة آدم في العمل الذي هو عبارة عن الاختراع الأوّل، من غير مثال، و لا تعديل تمثال.

ثم ركز في جبلة العماء [1] نسبة من تلك الحروف و رتّبها حتى استشرق منها في عالم الإيجاد، بلطائف العقل لإشراق الظهور، ثم نقله بعد ذاك في أطوار الهباء الذي هو عبارة عن الاختراع الثاني، و رتّب فيه رتبة من الحروف التي ركزها في جبلة العماء حتى استشرقها في عالم الإيجاد بلطائف روحه في الاختراع الثاني، ثم نقله بأطوار الذر الذي هو عبارة عن الإبداع الثاني، و أوجد فيه نسبة من الحروف التي وضعها في جبلتها الفطرية، حتى استشرق بها في عالم الإيجاد بلطائف القلب في الإبداع الثاني، فالحروف معانيها في العقل، و لطائفها في الروح، و صورها في النفس، و انتقاشها في القلب، و قوّتها الناطقة في اللسان، و سرّها المشكل في الأسماع. و لما كان المخاطب الأوّل هو المخترع الأوّل، و هو العقل النوراني، كان خطاب الحق بما فيه من معاني الحروف، و مجموع هذه الحروف في سرّ العقل كان ألفا واحدا لأنّه بالقوّة الحقيقية مجموع الحروف، و هو الذي سمع أسرار العلوم بحقيقة هذه الحروف قبل سائر الأشياء، و العقل هو صاحب الرمز و الإشارة، و الحقيقة و الإيماء،


[1] في الأصل: العملى و المثبت عن: خ. ل.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست