responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 251

و تصديق ذلك من طريق الاعتقاد، أن اللّه سبحانه يقول: عبادي من كانت له إليكم حاجة فسألكم بمن تحبّون أجبتم دعاه؟. ألا فاعلموا أن أحب عبادي إليّ، و أكرمهم لدي، محمد و علي حبيبي و وليّي، فمن كانت له إليّ حاجة فليتوسل إليّ بهما، فإني لا أرد سؤال سائل سألني بهما، فإني لا أرد دعاءه، و كيف أرد دعاء من سألني بحبيبي و صفوتي، و وليّي و حجّتي، و روحي و كلمتي، و نوري و آيتي، و بابي و رحمتي، و وجهي و نعمتي، لا و إني خلقتهم من نور عظمتي، و جعلتهم أهل كرامتي و ولايتي، فمن سألني بهم عارفا بحقّهم و مقامهم، وجبت له منّي الإجابة؛ و كان ذلك حق علي‌ [1].

و الاسم الأعظم هو ما يجاب به الدعاء؛ فهم الاسم الأعظم و الصراط الأقوم، و إليه الإشارة بقوله: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى‌ [2]، سبّح ربك العظيم، و الأعلى اسم الذات، و العظيم جامع للذات و الصفات.

دليله ما ورد عنه حين رد الشمس، فقيل له: بما رجعت الشمس لك يا أمير المؤمنين؟

فقال (عليه السلام): سألت اللّه باسمه الأعظم فردّها إليّ‌ [3].

و روي أنه قال في دعائه عند الرجوع: باسمك العزيز، باسمك العظيم، و العزيز محمد، و العظيم علي‌ [4]، فمعنى قوله: سبّح اسم ربك العظيم، معناه سبّح اسم ربك العظيم الأعلى باسمه العظيم الأعلى، لأن تقديس الصفات توحيد الذات، و محمد و علي في العظمة أعلى من كل موجود، لأنّهما على الوجود، و حقيقة الموجود، و أقرب إلى الذات من سائر الصفات.

و إليه الإشارة بقوله: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‌ [5]، و ليس ذلك قرب المكان، لأن الرحمن جل عن المكان، بل ذلك قرب الصفات من الذات، و ذاك قرب الواحد من الأحد، لأنه الكلمة العليا التي لم تسبقها كلمة في الأزل، و لم تزل، و النور الذي شعشع عنه الوجود،


[1] و سائل الشيعة: 4/ 1142 و 7/ 102.

[2] الأعلى: 1.

[3] بصائر الدرجات: 217 ح 1- 4 باب ان عنده الاسم الأعظم.

[4] الصحيفة الصادقية: 232.

[5] النجم: 9.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست