responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 23

[خطبة الكتاب‌]

مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين (عليه السلام) الحمد للّه المتفرّد بالأزل، و الأبد، و الصلاة على أول العدد، و خاتم الأمد، محمد و آله الذين لا يقاس بهم من الخلق أحد [1].

و بعد يقول الواثق بالفرد الصمد رجب الحافظ البرسي أعاذه اللّه من الحسد، و آمنه يوم يفرّ الوالد من الولد.

اعلم أن بعض الحاسدين، الذين ليس لهم حظ في الدين، من باب كاد الحسد أن يغلب القدر، لما بسطت لهم تجويد الكتاب المجيد، فكان مطويا عنهم أخذوا بطرفيه و أزاحوني، و لما نشرت لهم مطوي منثور الأخبار، و أبرزت إليهم بواطن الأسرار، من خدور الأفكار، حسدوني، و كذّبوني، و لاموني، و ملّوني، و ساموني، و سأموني؛ و كلّما وضعت لهم سرير التواضع، و مددت لمودتهم يمين الخاضع، جزموا بعامل الهجر بودّي و خفضوني، و أنكروني بعد أن عرفوني، و نكروني بعد أن عرفوني، و لا ذنب لي غير أني رويت زبد الأخبار، و وريت زند الأخيار، فذاع ندها، و نظم خيطها، و ذاع شذاها، فضمخ طيبا قبل منها العليل. و بل الغليل، و لما كان أكثرها من الأمر الخفي، و السرّ المخفي، الذي يضطرب لإيراده القلب السقيم اضطراب السليم، و يطرب لسماعه الفؤاد السليم، إذ لا حظّ للمزكوم و المشموم، عند ملاحظة طيب المشروب و المشموم، فهو كما قيل:

و من يك ذا فم مرّ مريض‌ * * * يجد مرّا به الماء الزلالا

فحمل بعض ما أوردت، جهلا بما أردت، قوم من القردة، إلى آخرين من الحسدة، و أداها من لا يعلم إلى من لا يفهم، و المرء عدوّ ما جهله، بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه فكانوا كما


[1] كما في الروايات: راجع الاختصاص: 13، و ينابيع المودة: 1/ 301- 214، و بحار الأنوار: 26/ 12 و كنز العمال: 12/ 104 ح 34201 و قد أتينا على طرقها في كتابنا: الولاية التكوينية: 243.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست