responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 184

خلعنا هياكلنا فجادوا بلثمها * * * فشاقهم المغنى وفاتهم المعنى‌

فهم كالمنجّم الذي نقل أحكام النجوم من علماء الهيئة؛ فهو يحدث الناس بما وعاه و لا يعقل ما رواه؛ ممّا يحجبه النور عنه و واراه؛ و صغره البعد في عينه و زواه؛ فإذا قيل له: إن الأرض بأسرها غائصة تحت الماء؛ و إن الخارج منها إنّما هو ربع الكرة؛ و منه المدن و القرى و الأقاليم السبعة؛ و البراري و القفار؛ و البحار و الجبال، و الخراب و العمران؛ و إنّما المسكون جزء من هذا الربع؛ و ذلك لأن مشرق الشمس الذي هو تحت سهيل، فإنّ الشمس لا تغيب هناك إلّا ستة أشهر و الباقي نهار، و ليس هناك نبات و لا حيوان؛ إلّا صخور محترقة من حرّ الشمس. و بعد الشمس عن الأرض هناك مائة ألف فرسخ و أربعة و عشرون ألف فرسخ، و كذا ما يقابله تحت الجدي من ناحية المغرب فإنّ الزمان هناك ليل إلّا قليل ترى فيه الشمس عند صعودها في برج السرطان، و هناك لا حيوان و لا نبات و تلك هي بلاد الظلمات، و هذه الأرض أكثرها جبال و صخور و غيرهما، ثم إن الأرض بأسرها؛ من مشرقها إلى مغربها؛ بر و بحر في ضمن فلك القمر كالخردلة في البر؛ و إن رقعة القمر بقدر مجموع الأرض 33 مرة؛ و لذلك يراه الإنسان أين كان، و إن فلك القمر بالنسبة إلى فلك الشمس الذي هو تحت السلطنة كالقطرة في البحر، ثم إن السّماوات و الأرض كالحلقة في الفلاة، و إن الفرس الجواد إذا كان في أشد الطرد فإنّه بقدر ما يضع حافره على الأرض و يرفعه تسير الشمس خمسمائة فرسخ‌ [1] و إن قرص الشمس بقدر مجموع الأرض 66 مرّة [2] و إن الأرض مساحة سطحها في علم الهيئة عشرون ألف ألف و ثلاثمائة ألف و ستون ألف فرسخ، و إن كل فرسخ ثلاثة أميال، و الميل أربعة آلاف ذراع، و إن النجم الذي يقال له السهى، و هو نجم خفي لا يرى إلّا في الظلمة لذوي الأبصار السليمة، و إنه مع خفائه بقدر مجموع الأرض 18 مرّة[3] فهناك يدهش عند سماع هذا و ينكره، و من جهل شيئا أنكره، و كذا من عرف أن نسبة السّماوات و الأرض و الأفلاك في عظمة صاحب: لولاك، نسبة لا شي‌ء إلى شي‌ء لأن الجزء لا


[1]- يقول علم الفلك الحديث ان الشمس ثابتة، و الأرض هي المتحرّكة.

[2]- قدّرت سعة الشمس في العلوم الجديدة بأكثر من الأرض مقدار مليون و ثلاثمائة ألف مرّة.

[3]- في القسم 15 مرة و ليس في علم الفلك الآن أحكام ثابتة عن مقدار السهى حتى نضع المقارنة.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست