responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 164

الذي لا يحد.

ثم باهل بهم الأعداء فجعلهم على إثبات دينه شهداء، و على نبوّة نبيّه أدلاء، فقال:

فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ‌ [1].

ثم خصهم بالمقام الخاص، و جعلهم قنطرة الإخلاص، و نهج النجاة و الخلاص، فقال:

وَ آتِ ذَا الْقُرْبى‌ حَقَّهُ‌ [2] و هي خصوصية خص بها الربّ الكريم فاطمة الزهراء بضعة الرءوف الرحيم.

ثم أوجب محبتهم على العباد، و جعلهم الذخر يوم المعاد، فقال: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌ [3].

ثم ذكر قصة نوح فقال: وَ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ [4] و قال، عن هود: يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً [5]، و قال لمحمد (صلّى اللّه عليه و آله): قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌ فلم يفرض لهم المودة إلّا لأنّهم نجوم الولاية، و شموس الهداية، لم يرتدوا عن الملة، و لم يفارقوا الكتاب و السنّة، لا بل هم الكتاب و السنّة، ففرض مودّتهم و طاعتهم، فمن أخذ بها وجب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يحبّه لأنّه على منهاجه، و من لم يأخذ بها وجب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يبغضه لأنّه ضيّع فريضة أمره اللّه و الرسول بها، لا بل هي رأس الفرض و تمام كل سنّة و فرض، فأي شرف يعلو على هذا المقام.

ثم إنّ اللّه لم يبعث نبيّا إلّا و أمره أن لا يسأل أمّته أجرا على نبوّته، بل اللّه يوفيه أجره، و فرض لمحمد (صلّى اللّه عليه و آله) مودة أهل بيته (عليهم السلام)، و أمره أن يبيّن فضلهم، فمن أخذ بهذه المودّة فهو مؤمن مخلص قد وجبت له الجنة، نم قرن ذكر محمد بذكره في الصلاة و قرن ذكرهم بذكر نبيّه فدلّ بذاك على رفيع شرفهم، و بيّن ذلك الصادق الأمين من قوله: اللّهمّ صلّ على محمد


[1] آل عمران: 61.

[2] الاسراء: 26.

[3] الشورى: 23.

[4] الشعراء: 109.

[5] هود: 51.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست