اسم الکتاب : مسند الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله الجزء : 4 صفحة : 227
وقتنا هذا حتى نصبح فقال له الحسين (عليه السلام) دونك أخي فافعل ما ترى فاضطجعا فاعتنق كل واحد منهما صاحبه و ناما و انتبه النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) من نومته التي نامها و طلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه فافتقدهما.
فقام النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) قائما على رجليه و هو يقول يا إلهي و سيدي و مولاي هذان شبلاي خرجا من المخمصة و المجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما فسطع للنبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار فإذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه و قد تقشطت السماء فوقهما كطبق فهي تمطر،
كأشد مطر لم يراه الناس قط و قد منع اللّه عزّ و جلّ المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان لا تمطر عليهما قطرة و قد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب و جناحان جناح غطت به الحسن و جناح قد غطت به الحسين.
فلما أن بصرهما النبي تنحنح فانسابت الحية و هي تقول اللهم إني أشهدك و أشهد ملائكتك أن هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه و دفعتهما إليه سالمين صحيحين فقال لها النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) أيتها الحية من أنت قالت أنا رسول الجن إليك قال و أي الجن قالت جن نصيبين نفر من بني فليح نسينا آية من كتاب اللّه عزّ و جلّ فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب اللّه عزّ و جلّ فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي.
أيتها الحية هذان شبلا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) فاحفظيهما من العاهات و الآفات و من طوارق الليل و النهار فقد حفظتهما و سلمتهما إليك سالمين صحيحين و أخذت الحية الآية و انصرفت و أخذ النبي الحسن فوضعه على عاتقه الأيمن و وضع الحسين على عاتقه الأيسر و خرج علي فلحق برسول
اسم الکتاب : مسند الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله الجزء : 4 صفحة : 227