108- قال ابو حمزة الثماليّ‌ أتيت باب علىّ بن الحسين (عليهما السلام) فكرهت ان انادى فقعدت على الباب الى ان خرج فسلمت عليه و دعوت له فرد علىّ ثمّ انتهى بى الى حائط، فقال يا ابا حمزة أ لا ترى هذا الحائط فقلت بلى يا سيدى قال فانى متّكئ عليه يوما و انا حزين مفكر اذا دخل علىّ رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الرائحة فنظر فى تجاه وجهى ثم قال لى يا علىّ بن الحسين ما لي اراك كئيبا حزينا على الدنيا فهو رزق حاضر يأكل منه البر و الفاجر.

فقلت ما عليها أحزن و انهاكما تقول فقال على الآخرة فهى وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر فقلت ما على هذا أحزن و أنها كما تقول قال فعلام حزنك قلت الخوف من فتنة ابن الزبير قال فضحك ثم قال يا على هل رأيت أحدا سأل اللّه تعالى فلم يعطه قلت لا ثم نظرت فاذا ليس قدامى أحد فعجبت من ذلك فاذا قائل اسمع صوته و لا أرى شخصه يقول يا علىّ بن الحسين (عليه السلام) هذا الخضر نا جاك (1)

. 6- باب علمه و تواضعه (عليه السلام)‌

1- قال المفيد: قد روى عنه فقهاء العامّة من العلوم ما لا تحصى كثرة و حفظ عنه من المواعظ و الأدعية و فضائل القرآن و الحلال و الحرام و المغازى و الأيّام ما هو مشهور بين العلماء و لو قصدنا الى شرح ذلك لطال به الخطاب و نقضى به الزّمان و قد روت الشيعة له آيات و معجزات و براهين واضحات (2)

.

(1) الفصول المهمة: 202.

(2) الارشاد: 244.