اسم الکتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله الجزء : 1 صفحة : 409
فأتاه الرجل فسأله فقال وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به، فأسأله عن العرش ممّ خلقه اللّه و متى خلق؟ و كم هو و كيف هو؟ فانصرف الرجل الى أبى فقال أبى فهل أجابك بالآيات؟ فقال: لا، قال أبى: لكن اجيبك فيها بعلم و نور غير مدّع و لا منتحل أما قوله: «وَ مَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَ أَضَلُّ سَبِيلًا»ففيه نزل و في أبيه و أمّا قوله: «وَ لا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ»ففي أبيه نزلت.
أما الاخرى ففي أبيه نزلت و فينا، و لم يكن الرباط الّذي أمرنا به و سيكون ذلك من نسلنا المرابط و من نسله المرابط و أماما سأل عنه من العرش ممّ خلقه اللّه فان اللّه خلقه أرباعا لم يخلق قبله إلّا ثلاثة أشياء الهواء و القلم و النور، ثم خلقه من ألوان أنوار مختلفة و من ذلك النور نور اخضر و منه اخضرت الخضرة و نور أصفر منه اصفرت الصفرة و نور أحمر منه احمرت الحمرة، و نور أبيض و هو نور الأنوار و منه ضوء النهار.
ثم جعله سبعين ألف طبق غلظ كل طبق لأول العرش إلى أسفل السافلين، و ليس من ذلك طبق إلا و يسبح بحمد ربّه، و يقدّسه بأصوات مختلفة و ألسنة غير مشتبهة، لو أذن للسان واحد فاسمع شيئا مما في تحته لهدم الجبال و المدائن و الحصون و كشف البحار و لهلك ما دونه، له ثمانية أركان يحمل كلّ ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا اللّه يسبّحون الليل و النهار لا يفترون.
لو أحس حسّ شيء مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه و بين الاحساس الجبروت و الكبرياء و العظمة و القدس و الرحمة، و العلم و ليس وراء هذا مقال قد طمع الحائر فى غير مطمع أما ان فى صلبه وديعة قد ذرئت لنار جهنّم فيخرجون أقواما من دين اللّه و ستصبغ بدماء فراخ من أفراخ محمّد تنهض تلك الفراخ فى غير وقت و تطلب غير مدرك و ترابط الّذين آمنوا و يصبرون و يصابرون، حتّى
اسم الکتاب : مسند الإمام السجاد أبي محمد علي بن الحسين(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله الجزء : 1 صفحة : 409