فوقف وقوف منتظر لشيئ و كان قد وجّه فى طلب حرملة بن كاهل فأحضر فقال:

الحمد للّه الّذي مكننى منك ثم دعا بالجزار فقال: اقطعوا يديه فقطعتا ثم قال: اقطعوا رجليه فقطعتا ثم قال النّار النّار فاتى بطن قصب ثم جعل فيها ثم ألهب فيه النّار حتى احترق.

فقلت: سبحان اللّه سبحان اللّه فالتفت الىّ المختار فقال ممّ سبّحت فقلت له دخلت على علىّ بن الحسين (عليهما السلام) فسألنى عن حرملة فأخبرته أنى تركته بالكوفة حيا فرفع يديه و قال: اللّهم أذقه حرّ الحديد اللّهم أذقه حرّ النّار فقال المختار: اللّه أسمعت علىّ بن الحسين، يقول هذا قلت اللّه اللّه سمعته يقول هذا فنزل مختار فصلّى ركعتين ثم أطال ثم سجد و أطال ثم رفع رأسه و ذهب و مضيت معه حتى انتهى الى باب دارى فقلت له: إن رأيت أن تكرمنى بان تنزل و تتغدّى عندى؟ فقال: يا منهال تخبرنى أنّ علىّ بن الحسين دعا اللّه بثلث دعوات فأجابه اللّه فيها على يدى ثم تسألنى الأكل عندك هذا يوم صوم شكر اللّه على ما وفقنى له (1)

. 30- باب ما جرى بينه (عليه السلام) و المختار

1- الكشى حمدويه قال: حدّثنى يعقوب عن ابن أبى عمير، عن هشام بن المثنى عن سدير، عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: لا تسبّوا المختار فانه قتل قتلتنا و طلب بثارنا و زوّج اراملنا و قسم فينا المال على العسرة (2)

.

(1) كشف الغمة: 2/ 112.

(2) رجال الكشى: 115.