responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرشد المغترب المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 6

نفسه في كثير منه، فيلجئهم إلى معالجات وحلول أحبوها أو كرهوه، يرضون بها ويستسلمون لها من أجل أن يتأقلموا مع المجتمعات التي يقيمون فيه، والظروف التي يعيشونه.

وإن من أعقد تلك المشاكل وأخطرها مشاكل العقيدة، والدين، والمثل، والأخلاق، والسلوك، والمعاشرة، التي هي أعظم ما يملكه المؤمن، وأغلى ما يكسبه الإنسان، لأن بها سعادته في الدني، ونجاته من الهلكة الدائمة في الآخرة. ثم هي بعد بها قوام إنسانيته وتكامل شخصيته، وإذا تجرد عنها كان في عداد البهائم السائمة التي همّها علفها وشغلها تقممه. بل قد يزيد عليها انحطاطاً ووحشية.

وكل ما طالت المدة وكثر العدد زادت المشاكل وتعقدت في مضاعفات خطيرة لا يعلم مداها إلا الله تعالى، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وهو أرحم الراحمين وولي المؤمنين.

وترك الأمر في ذلك للواقع القائم هناك ولطبيعة التفاعل بينه وبين الوجود الإيماني الوافد قد يؤدي بالآخرة إلى انصهار المؤمنين في تلك المجتمعات، وضياعهم فيه، واضمحلال وجودهم، وشخصيتهم، بتجردهم عن دينهم، ومثلهم، وأخلاقهم، وهي مصيبة كبرى لا تعدلها مصيبة، ينبغي تظافر الجهود من أجل دفعها والوقاية منه.

اسم الکتاب : مرشد المغترب المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست