responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرشد المغترب المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 33

الرابع:

نرى كثيراً من ذوي الأديان لا يعرفون من دينهم إلّا الانتساب للدين والانتماء لجماعته، من دون أن ينعكس ذلك على عملهم وسلوكهم. ولا يظهر أثر الدين فيهم إلا بالإصرار عليه والتعصب الأعمى له. وقد رأينا بعض أهل الأديان الأخرى يأبى خروج أولاده عن دينه واعتناقه الإسلام، ويقف من ذلك بشدّة وقسوة، بحيث قد يقتل ولده من أجله. لكنه لا يهتم بتدين ولده ولا يتعب نفسه من أجل ذلك، بل لا يبالي أن يتحلل ولده عملياً من دينه.

أما الإسلام ــ بل كل دين سماوي في الحقيقة ــ فقد قرن العقيدة بالعمل. وقد أكد القرآن الشريف على العمل الصالـح وقرنه بالإيمان في آيات كثيرة جداً قال تعالى: (( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) [1].

وعلى ذلك أكدت أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) ففي حديث محمد بن عبدالله بن طاهر قال: "كنت واقفاً على أبي وعنده أبو الصلت الهروي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن محمد بن حنبل. فقال أبي: ليحدثني كل رجل منكم بحديث. فقال أبو الصلت الهروي: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وكان والله رضا كما سمي ــ عن أبيه موسى


[1] سورة العصر الآية: 1 ــ 3.

اسم الکتاب : مرشد المغترب المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست