إن من أعظم الواجبات وآكدها التفقه في الدين، وتعلم أحكامه في العقائد والعمل، فقد حثّ الشارع الأقدس على ذلك مؤكد.
قال الله تعالى: (( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ))[1]، وقال عز من قائل: (( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ))[2].
وفي نصوص كثيرة أن طلب العلم فريضة على المسلمين. وفي صحيح مسعدة بن زياد: "سمعت جعفر بن محمد (عليهم السلام) وقد سئل عن قوله تعالى: (( فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ )) فقال: إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: أ كنت عالم؟ فإن قال: نعم، قال له: أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال: كنت جاهل، قال له: أفلا تعلمت حتى تعمل؟ فيخصمه. وذلك الحجة البالغة" [3].
وفي حديث المفضل: "سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: عليكم بالتفقه في دين الله، ولا تكونوا أعراب. فإنه من لم يتفقه في دين الله لم