فريضة الصوم إحدى الدعائم التي بني عليها الإسلام، وإحدى الفرائض العظام التي فرضها الله سبحانه على عباده، والعبادات التي تعبّد بها تعالى خلقه لتهذيب نفوسهم وتطهير قلوبهم وزكاة أبدانهم، وإبعادهم عن حيوانيتهم، وتثبيت الانضباط والصبر فيهم.
وهو بعد جُنّة من النار، وبه يدخل العبد الجنة، وفي الحديث : "قال الله عزوجل: كل أعمال ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أضعافها إلى سبعمائة ضعف إلا الصبر فإنّه لي وأنا أجزي به، فثواب الصبر مخزون في علم الله، والصبر الصوم" [1].
وقد ورد في الأخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليه السلام) أن نوم الصائم عبادة، ونفسه وصمته تسبيح، وعمله متقبل، ودعاءه مستجاب، ورائحة فمه عند الله أطيب من رائحة المسك، وأن الصائم يرتع في رياض الجنة، وتدعو له الملائكة حتى يفطر، وله فرحتان : فرحة عند الإفطار، وفرحة حين يلقى الله تعالى. كما ورد أن الصوم يباعد الشيطان ويسوّد وجهه.