responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرشد المغترب المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 113

الثامن عشر:

إن الأجواء الفاسدة التي تحيط بكم والمغريات المختلفة التي تواجهكم قد تتغلب على بعضكم فيشذ وينزلق في مهاوي العصيان لله تعالى، والتحلل الخلقي والسلوكي. بل قد يندفع في ذلك اندفاع من قد قطع علاقته بماضيه المجيد وأصوله الأصيلة.

لكن ذلك كله لا يعني سد باب الرحمة في وجهه وقطع طريق الرجوع عليه. فإن الله سبحانه وتعالى بمنه وفضله وحكمته قد فتح باب التوبة والاستغفار لعباده، ولم يغلقها في وجوههم مهما بلغت حالهم، وساءت أعمالهم، واسودت صحائفهم. فمن تاب منهم وأناب إليه واستغفره قَبِل توبته، وغفر له ما سلف من ذنوبه، من دون أن يحدّ ذلك بحدّ، أو يوقته بوقت، أو يشرطه بشرط.

قال عز من قائل: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ )) [1]. وقال جل شأنه: (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )) [2]. وقال تعالى: (( فَمَن تَابَ


[1] سورة الزمر الآية: 53 ــ 54.

[2] سورة الشورى الآية: 25.

اسم الکتاب : مرشد المغترب المؤلف : الحكيم، السيد محمد سعيد    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست