إن الأجواء الفاسدة التي تحيط بكم والمغريات المختلفة التي تواجهكم قد تتغلب على بعضكم فيشذ وينزلق في مهاوي العصيان لله تعالى، والتحلل الخلقي والسلوكي. بل قد يندفع في ذلك اندفاع من قد قطع علاقته بماضيه المجيد وأصوله الأصيلة.
لكن ذلك كله لا يعني سد باب الرحمة في وجهه وقطع طريق الرجوع عليه. فإن الله سبحانه وتعالى بمنه وفضله وحكمته قد فتح باب التوبة والاستغفار لعباده، ولم يغلقها في وجوههم مهما بلغت حالهم، وساءت أعمالهم، واسودت صحائفهم. فمن تاب منهم وأناب إليه واستغفره قَبِل توبته، وغفر له ما سلف من ذنوبه، من دون أن يحدّ ذلك بحدّ، أو يوقته بوقت، أو يشرطه بشرط.