المتوقع عندكم اختلاف وجهات النظر بين المؤمنين وتعدد اتجاهاتهم. وهو أمر يحصل في كل مكان، إلا أن مشكلته عندكم أعقد، لبعدكم عن مراكز الثقافة الأصيلة، ولعدم وجود سيرة ثابتة تفرض نفسها بقوته. وعلى كل حال فنؤكد..
1 ـ على أن يكون اتخاذ القرار من كل أحد وتبنيه لوجهة نظره الخاصة مبنياً ـ بعد اللجأ إلى الله تعالى وطلب التسديد والتوفيق منه ـ على التثبت والتروي، وملاحظة رضى الله تعالى وصلاح الدين والمؤمنين، وأداء الواجب في ذلك، بعيداً عن الدوافع الخارجية والمصالـح الفردية، والمنافع المادية والوهمية، كحب الظهور والرئاسة، أو المشاقة لبقية الأطراف، أو غير ذلك من دواعي الهوى، فإن الله تعالى فوق كل شيء، وإليه يرجع الأمر كله، وهو العالم بالضمائر، والمطلع على السرائر. وقد حذر أئمتنا (صلوات الله عليهم) من ذلك أشدّ التحذير.
ففي صحيح معمر بن خلاد عن أبي الحسن (عليه السلام) : "أنه ذكر رجلاً فقال: إنه يحب الرئاسة. فقال: ما ذئبان ضاريان في غنم قد تفرق رعاؤها بأضرّ في دين المسلم من الرئاسة" [1]. وفي حديث أبي مياح عن أبيه عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "من أراد الرئاسة هلك" [2].