و ينبغي استرضاع الحسناء النظيفة التقية، لأن اللبن قد يعدي [1] ، و الولد قد يشب على الظئر و يشبهها [2] ، و قد ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال:
تخيّروا للرضاع كما تخيّرون للنكاح، فإن الرضاع يغير الطباع [3] .
{·1-61-2·}و يكره استرضاع القبيحة، و لبن الولادة عن زنا، و لبن بنت الزنا [4] . نعم لو كانت صاحبة اللبن من زنا جارية، و جعل المولى من فجر بها في حلّ، لم يكن بالاسترضاع بلبنها بأس [5] .
و يكره استرضاع اليهودية و النصرانية و المجوسية [6] ، بل الأحوط الاجتناب من ذلك إلاّ عند الضرورة، مع منعها حينئذ من شرب الخمر، و أكل ما لا يحلّ، مثل لحم الخنزير، و من أن تأخذ بالطفل إلى بيتها [7] .
ق-وجود أبيه، أو وجود مال له، غير ظاهر، لأن الكلام في وجوب إرضاعها من حيث أنها أم لا من حيث حفظ النفس المحترمة على إرضاعها أو إرضاع غيرها، فانه واجب
[2] الكافي: 6/44 باب من يكره لبنه و من لا يكره برقم 12 بسنده عن محمد بن مروان، قال: قال لي أبو جعفر عليه السّلام: استرضع لولدك بلبن الحسان، و ايّاك و القباح، فإنّ اللّبن يعدي. و برقم 13 بسنده عن ابي جعفر عليه السّلام قال: عليكم بالوضاء من الظؤرة، فإنّ اللبن يعدي، و برقم 10 بسنده: قال امير المؤمنين عليه السّلام: انظروا من ترضع أولادكم، فإن الولد يشبّ عليه. و الروايات في تأثير لبن المرضعة كثيرة جدا، فراجع.
[4] الكافي: 6/42 باب من يكره لبنه و من لا يكره حديث 1.
[5] الكافي: 6/43 باب من يكره لبنه و من لا يكره حديث 5
[6] افتى فقهاؤنا رفع اللّه تعالى درجاتهم بكراهة استرضاع اليهودية و النصرانية و المجوسيّة، و قد عقد الشيخ الحر قدس اللّه سرّه في الوسائل بابا في كراهة استرضاع الفرق الثلاث راجع المجلد 7/185 باب 76.