responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 9  صفحة : 312

(1) - لما يلحقه من الذهول الذي تحار له العقول و إن وقعت المسألة في غير ذلك الوقت بدلالة قوله‌ «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» و تقدير الآية فيومئذ لا يسأل إنس عن ذنبه و لا جان عن ذنبه و قيل معناه فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس و لا جان سؤال استفهام ليعرف ذلك بالمسألة من جهته لأن الله تعالى قد أحصى الأعمال و حفظها على العباد و إنما يسألون سؤال تقريع و توبيخ للمحاسبة و قيل إن أهل الجنة حسان الوجوه و أهل النار سود الوجوه فلا يسألون من أي الحزبين هم و لكن يسألون عن أعمالهم سؤال تقريع و روي عن الرضا (ع) أنه قال «فَيَوْمَئِذٍ لاََ يُسْئَلُ» منكم «عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لاََ جَانٌّ» و المعنى أن من اعتقد الحق ثم أذنب و لم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ و يخرج يوم القيامة و ليس له ذنب يسأل عنه‌ «يُعْرَفُ اَلْمُجْرِمُونَ بِسِيمََاهُمْ» أي بعلامتهم و هي سواد الوجوه و زرقة العيون عن الحسن و قتادة و قيل بأمارات الخزي «فَيُؤْخَذُ بِالنَّوََاصِي وَ اَلْأَقْدََامِ» فتأخذهم الزبانية فتجمع بين نواصيهم و أقدامهم بالغل ثم يسحبون في النار و يقذفون فيها عن الحسن و قتادة و قيل تأخذهم الزبانية بنواصيهم و بأقدامهم فتسوقهم إلى النار و الله أعلم‌} «هََذِهِ جَهَنَّمُ» أي و يقال لهم هذه جهنم «اَلَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا اَلْمُجْرِمُونَ» الكافرون في الدنيا قد أظهرها الله تعالى حتى زالت الشكوك فادخلوها و يمكن أنه لما أخبر الله سبحانه أنهم يؤخذون بالنواصي و الأقدام قال للنبي ص هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون من قومك فسيردونها فليهن عليك أمرهم‌} «يَطُوفُونَ بَيْنَهََا وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ» أي يطوفون مرة بين الجحيم و مرة بين الحميم فالجحيم النار و الحميم الشراب عن قتادة و قيل معناه أنهم يعذبون بالنار مرة و يتجرعون من الحميم يصب عليهم ليس لهم من العذاب أبدا فرج عن ابن عباس و الآني الذي انتهت حرارته و قيل الآني الحاضر «فَبِأَيِّ آلاََءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ» الوجه في ذلك أن التذكير بفعل العقاب و الإنذار به من أكبر النعم لأن في ذلك زجرا عما يستحق به العذاب و حثا و بعثا على فعل ما يستحق به الثواب.

ـ

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 9  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست