responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 824

(1) -

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه ما يدل على توحيده قال «اَللََّهُ اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ» معاشر الخلق «اَللَّيْلَ» و هو ما بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر الثاني «لِتَسْكُنُوا فِيهِ» أي و غرضه في خلق الليل سكونكم و استراحتكم فيه من كد النهار و تعبه «وَ اَلنَّهََارَ مُبْصِراً» أي و جعل لكم النهار و هو ما بين طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس مضيئا تبصرون فيه مواضع حاجاتكم فجعل سبحانه النهار مبصرا لما كان يبصر فيه المبصرون «إِنَّ اَللََّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى اَلنََّاسِ» بهذه النعم من غير استحقاق منهم لذلك و لا تقدم طلب «وَ لََكِنَّ أَكْثَرَ اَلنََّاسِ لاََ يَشْكُرُونَ» أي و مع هذا فإن أكثر الناس لا يعترفون بهذه النعم بل يجحدونها و يكفرون بها ثم قال سبحانه مخاطبا لخلقه‌} «ذََلِكُمُ اَللََّهُ رَبُّكُمْ» أي الذي أظهر هذه الدلالات و أنعم بهذه النعم هو الله خالقكم و مالككم «خََالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ» من السماوات و الأرض و ما بينهما «لاََ إِلََهَ إِلاََّ هُوَ» أي لا يستحق العبادة سواه «فَأَنََّى تُؤْفَكُونَ» أي فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره مع وضوح الدلالة على توحيده ثم قال سبحانه «كَذََلِكَ» أي مثل ما صرف و إفك هؤلاء «يُؤْفَكُ اَلَّذِينَ كََانُوا بِآيََاتِ اَللََّهِ يَجْحَدُونَ» و هم من تقدمهم من الكفار صرفهم أكابرهم و رؤساؤهم ثم عاد سبحانه إلى ذكر الأدلة على توحيده فقال‌} «اَللََّهُ اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اَلْأَرْضَ قَرََاراً» أي مستقرا تستقرون عليه «وَ اَلسَّمََاءَ بِنََاءً» أي‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 824
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست