اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 744
(1) - كيف وصف سبحانه الريح بالعاصف في قوله وَ لِسُلَيْمََانَ اَلرِّيحَ عََاصِفَةً و وصفها هنا بخلافه "جوابه"يجوز أن يكون الله سبحانه جعلها عاصفة تارة و رخاء أخرى بحسب ما أراد سليمان (ع) } «وَ اَلشَّيََاطِينَ» أي و سخرنا له الشياطين أيضا «كُلَّ بَنََّاءٍ» في البر يبني له ما أراد من الأبنية الرفيعة «وَ غَوََّاصٍ» في البحر على اللآلئ و الجواهر فيستخرج له ما يشاء منها «وَ آخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي اَلْأَصْفََادِ» أي و سخرنا له آخرين من الشياطين مشدودين في الأغلال و السلاسل من الحديد و كان يجمع بين اثنين و ثلاثة منهم في سلسلة لا يمتنعون عليه إذا أراد ذلك بهم عند تمردهم و قيل إنه إنما كان يفعل ذلك بكفارهم فإذا آمنوا أطلقهم} «هََذََا عَطََاؤُنََا» أي هذا الذي تقدم ذكره من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعدك عطاؤنا «فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ» أي فأعط من الناس من شئت و امنع من شئت و المن الإحسان إلى من لا يستثيبه «بِغَيْرِ حِسََابٍ» أي لا تحاسب يوم القيامة على ما تعطي و تمنع فيكون أهنأ لك عن قتادة و الضحاك و سعيد بن جبير و قيل معناه بغير جزاء أي أعطيناكه تفضلا لا مجازاة عن الزجاج و قيل إن المعنى فأنعم على من شئت من الشياطين بإطلاقه أو أمسك من شئت منهم في وثاقه و صرفة في عمله من غير حرج عليك فيما تفعله} «وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنََا لَزُلْفىََ وَ حُسْنَ مَآبٍ» معناه و إن لسليمان عندنا لقربى و حسن مرجع في الآخرة و هذا من أعظم النعم إذ هي النعمة الباقية الدائمة.
القراءة
قرأ أبو جعفر بنصب بضمتين و قرأ يعقوب بنصب بفتحتين و الباقون بضم النون و سكون الصاد.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 744