اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 695
(1) -
اللغة
النزل الريع و الفضل يقال لهذا الطعام نزل و نزل و قيل هي الأنزال التي يتقوت بها فتقيم الأبدان و تبقي عليها الأرواح و يقال أقمت للقوم نزلهم أي ما يصلح أن ينزلوا عليه من الغذاء و زعم قطرب أن الزقوم شجرة مرة تكون بتهامة قال أبو مسلم و ظاهر التلاوة يدل على أن العرب كانت لا تعرفها فلذلك فسر بعد ذلك . و الطلع حمل النخلة سمي بذلك لطلوعه و الشوب خلط الشيء بما ليس منه و هو شر منه . و الحميم الحار الذي يدنو من الإحراق المهلك قال:
أحم الله ذلك من لقاء # أحاد أحاد في الشهر الحلال
أي أدناه و حمم ريش الفرخ حين يدنو من الطيران و الحميم الصديق القريب أي الداني من القلب و هرع الرجل و أهرع إذا استحث فأسرع قال الأزهري الإهراع الإسراع و المهرع الحريص .
المعنى
ثم قال سبحانه في تمام الحكاية عن قول أهل الجنة «لِمِثْلِ هََذََا فَلْيَعْمَلِ اَلْعََامِلُونَ» أي لمثل هذا الثواب و الفوز و الفلاح فليعمل العاملون في دار التكليف و قيل إن هذا من قول الله تعالى أي لمثل هذا النعيم الذي ذكرناه و هو من قوله لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ إلى قول بَيْضٌ مَكْنُونٌ فليعمل العاملون هذا ترغيب في طلب الثواب بالطاعة أي من كان يريد أن يعمل لنفع يرجوه فليعمل لمثل هذا النفع العظيم} «أَ ذََلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ اَلزَّقُّومِ» أي أ ذلك الذي ذكرناه من قرى أهل الجنة و ما أعد لهم خير في باب الأنزال التي يتقوت بها و يمكن معها الإقامة أم نزل أهل النار فيها عن الزجاج و قيل معناه أ سبب هذا المؤدي إليه خير أم سبب ذلك لأن الزقوم لا خير فيه و قيل إنما جاز ذلك لأنهم لما عملوا بما أدى إليه فكأنهم قالوا فيه خير و قيل إنما قال خير على وجه المقابلة فهم مثل قوله أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلاً و هذا كما يقول الرجل لعبده إن فعلت كذا أكرمتك و إن فعلت كذا
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 695