اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 690
(1) -} «فَأَغْوَيْنََاكُمْ» أي أضللناكم عن الحق و دعوناكم إلى الغي «إِنََّا كُنََّا غََاوِينَ» أي داخلين في الضلالة و الغي و قيل معناه فخيبناكم إنا كنا خائبين} «فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ» أي في ذلك اليوم «فِي اَلْعَذََابِ مُشْتَرِكُونَ» و اشتراكهم اجتماعهم فيه و المعنى أن ذلك التخاصم لم ينفعهم إذا اجتمع الأتباع و المتبوعون كلهم في النار الأتباع بقبول الكفر و المتبوعون بالكفر و الإغواء «إِنََّا كَذََلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ» أي الذين جعلوا لله شركاء عن ابن عباس و قيل معناه أنا مثل ما فعلنا بهؤلاء نفعل بجميع المجرمين ثم بين سبحانه أنه إنما فعل ذلك بهم من أجل} «إِنَّهُمْ كََانُوا إِذََا قِيلَ لَهُمْ لاََ إِلََهَ إِلاَّ اَللََّهُ يَسْتَكْبِرُونَ» عن قبول ذلك} «وَ يَقُولُونَ أَ إِنََّا لَتََارِكُوا آلِهَتِنََا لِشََاعِرٍ مَجْنُونٍ» أي يأنفون من هذه المقالة و يستخفون بمن يدعوهم إليها و يقولون لا ندع عبادة الأصنام لقول شاعر مجنون يعنون النبي ص يدعونا إلى خلافها و قيل لأجل شاعر عن أبي مسلم فرد الله هذا القول عليهمو كذبهم بأن قال} «بَلْ جََاءَ بِالْحَقِّ» أي ليس بشاعر و لا مجنون لكنه أتى بما تقبله العقول من الدين الحق و الكتاب «وَ صَدَّقَ اَلْمُرْسَلِينَ» أي حقق ما أتى به المرسلون من بشاراتهم و الكتاب الحق بدين الإسلام و قيل صدقهم بأن أتى بمثل ما أتوا به من الدعاء إلى التوحيد و قيل صدقهم بالنبوة ثم خاطب الكفار فقال} «إِنَّكُمْ» أيها المشركون «لَذََائِقُوا اَلْعَذََابِ اَلْأَلِيمِ» على كفركم و نسبتكم إياه إلى الشعر و الجنون} «وَ مََا تُجْزَوْنَ إِلاََّ مََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أي على قدر أعمالكم ثم استثنى من جملة المخاطبين المعذبين فقال} «إِلاََّ عِبََادَ اَللََّهِ اَلْمُخْلَصِينَ» الذين أخلصوا العبادة لله و أطاعوه في كل ما أمرهم به فإنهم لا يذوقون العذاب و إنما ينالون الثواب.
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 690