responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 679

(1) - عجيب الشأن فقال‌} «اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ اَلشَّجَرِ اَلْأَخْضَرِ نََاراً فَإِذََا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ» أي جعل لكم من الشجر الرطب المطفئ للنار نارا محرقة يعني بذلك المرخ و العفار و هما شجرتان يتخذ الأعراب زنودها منهما فبين سبحانه أن من قدر على أن يجعل في الشجر الذي هو في غاية الرطوبة نارا حامية مع مضادة النار للرطوبة حتى إذا احتاج الإنسان حك بعضه ببعض فتخرج منه النار و ينقدح قدر أيضا على الإعادة و تقول العرب"في كل شجر نار، و استمجد المرخ و العفار"و قال الكلبي كل شجر تنقدح منه النار إلا العناب ثم ذكر سبحانه من خلقه ما هو أعظم من الإنسان فقال‌} «أَ وَ لَيْسَ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِقََادِرٍ عَلى‌ََ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ» هذا استفهام معناه التقرير يعني من قدر على خلق السماوات و الأرض و اختراعهما مع عظمهما و كثرة أجزائهما يقدر على إعادة خلق البشر ثم أجاب سبحانه هذا الاستفهام بقوله «بَلى‌ََ» أي هو قادر على ذلك «وَ هُوَ اَلْخَلاََّقُ» أي يخلق خلقا بعد خلق «اَلْعَلِيمُ» بجميع ما خلق ثم ذكر قدرته على إيجاد الأشياء فقال‌} «إِنَّمََا أَمْرُهُ إِذََا أَرََادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» و التقدير أن يكونه فيكون فعبر عن هذا المعنى بكن لأنه أبلغ فيما يراد و ليس هنا قول و إنما هو إخبار بحدوث ما يريده تعالى و قيل إن المعنى إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول من أجله كن فيكون فعبر عن هذا المعنى بكن و قيل إن هذا إنما هو في التحويلات نحو قوله‌ كُونُوا قِرَدَةً خََاسِئِينَ و كُونُوا حِجََارَةً أَوْ حَدِيداً و ما أشبه ذلك و لفظ الأمر في الكلام على عشرة أوجه (أحدها) الأمر لمن هو دونك (و الثاني) الندب كقوله‌ فَكََاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً (و ثالثها) الإباحة نحو قوله‌ فَإِذََا قُضِيَتِ اَلصَّلاََةُ فَانْتَشِرُوا و إِذََا حَلَلْتُمْ فَاصْطََادُوا (و الرابع) الدعاء رَبَّنََا آتِنََا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً (الخامس) الترفيه كقوله ارفق بنفسك (السادس) الشفاعة نحو قولك شفعني فيه (السابع) التحويل نحو كُونُوا قِرَدَةً خََاسِئِينَ و كُونُوا حِجََارَةً أَوْ حَدِيداً (الثامن) التهديد نحو قوله‌ اِعْمَلُوا مََا شِئْتُمْ (التاسع) الاختراع و الأحداث نحو قوله «كُنْ فَيَكُونُ» (العاشر) التعجب نحو أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ قال علي بن عيسى في قوله «كُنْ فَيَكُونُ» الأمر هاهنا أفخم من الفعل فجاء للتفخيم و التعظيم قال و يجوز أن يكون بمنزلة التسهيل و التهوين فإنه إذا أراد فعل شي‌ء فعله بمنزلة ما يقول للشي‌ء كن فيكون في الحال و أنشد:

فقالت له العينان سمعا و طاعة # و حدرتا كالدر لما يثقب‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 679
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست