responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 613

(1) - و القيام في الليل قال الشاعر:

لقد لمتنا يا أم غيلان في السري # و نمت و ما ليل المطي بنائم‌

فوصف الليل بالنوم و هذا على حد قولك نهارك صائم و ليلك قائم.

المعنى‌

ثم بين سبحانه حالهم في القيامة فقال حكاية عنهم «وَ قََالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» و هم اليهود و قيل هم مشركو العرب و هو الأصح‌ «لَنْ نُؤْمِنَ بِهََذَا اَلْقُرْآنِ » أي لا نصدق بأنه من الله تعالى «وَ لاََ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ» من أمر الآخرة و قيل يعنون به التوراة و الإنجيل و ذلك أنه لما قال مؤمنوا أهل الكتاب أن صفة محمد ص في كتابنا و هو نبي مبعوث كفر المشركون بكتابهم ثم قال «وَ لَوْ تَرى‌ََ» يا محمد «إِذِ اَلظََّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ» أي محبوسون للحساب يوم القيامة «يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى‌ََ بَعْضٍ اَلْقَوْلَ» أي يرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال «يَقُولُ اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا» و هم الأتباع «لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا» و هم الأشراف و القادة «لَوْ لاََ أَنْتُمْ لَكُنََّا مُؤْمِنِينَ» مصدقين بتوحيد الله أي أنتم منعتمونا من الإيمان و المعنى لو لا دعاؤكم إيانا إلى الكفر لآمنا بالله في الدنيا} «قََالَ اَلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا» أي قال المتبوعون للأتباع على طريق الإنكار «أَ نَحْنُ صَدَدْنََاكُمْ عَنِ اَلْهُدى‌ََ بَعْدَ إِذْ جََاءَكُمْ» أي لم نصدكم نحن عن قبول الهدى «بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ» أي بل أنتم كفرتم و لم نحملكم على الكفر قهرا فكل واحد من الفريقين ورك الذنب على صاحبه و اتهمه و لم يضف واحد منهم الذنب إلى الله تعالى‌} «وَ قََالَ اَلَّذِينَ اُسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا» يعني الأتباع للمتبوعين «بَلْ مَكْرُ اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهََارِ» أي مكركم في الليل و النهار صدنا عن قبول الهدى «إِذْ تَأْمُرُونَنََا أَنْ نَكْفُرَ بِاللََّهِ وَ نَجْعَلَ لَهُ أَنْدََاداً» أي حين أمرتمونا أن نجحد وحدانية الله تعالى و دعوتمونا إلى أن نجعل له شركاء في العبادة «وَ أَسَرُّوا اَلنَّدََامَةَ» فيه وجهان (أحدهما) أن معناه أظهروا الندامة (و الآخر) أن المعنى أخفوها و قد فسر الأسرار في بيت امرئ القيس :

تجاوزت أحراسا إليها و معشرا # علي حراصا لو يسرون مقتلي‌

على الوجهين فمن قال بالأول قال معناه أظهر المتبوعون الندامة على الإضلال و أظهر

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 613
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست