responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 527

(1) - يجتمع اعتقادان متضادان في قلب واحدو قال أبو عبد الله (ع) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما و يحب بهذا أعداءهم‌ و اختلف العلماء في أنه هل يجوز أن يكون لإنسان واحد قلبان فمنع بعضهم من ذلك و قال إن ذلك يؤدي إلى أن لا ينفصل إنسان من إنسانين لأنه يصح أن يريد بأحد قلبيه ما يكرهه بالقلب الآخرفيصير كشخصين و جوز بعضهم ذلك و قال كما أن الإنسان الواحد يجوز أن يكون له قلب كثير الأجزاء و يمتنع أن يريد ببعض الأجزاء ما يكرهه البعض الآخر لأن الإرادة و الكراهة و إن وجدتا في جزئين من القلب فالحالتان الصادرتان عنهما يرجعان إلى الجملة و هي جملة واحدة فاستحال اجتماع معنيين ضدين في حي واحد و يجوز أن يكون معنيان مختلفان أو مثلان في جزئين من القلب و يوجبان الصفتين للحي الواحد فكذلك القياس إذا كان المعنيان في قلبين إذا كان ما يوجد فيهما يرجع إلى حي واحد إلا أن السمع ورد بالمنع من ذلك «وَ مََا جَعَلَ أَزْوََاجَكُمُ اَللاََّئِي تُظََاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهََاتِكُمْ» يقال ظاهر من امرأته و تظاهر و تظهر و هو أن يقول لها أنت علي كظهر أمي و كانت العرب تطلق نساءها في الجاهلية بهذا اللفظ فلما جاء الإسلام نهوا عنه و أوجبت الكفارة على من ظاهر من امرأته و سنذكره في سورة المجادلة و المعنى أن الله تعالى أعلمنا أن الزوجة لا تصير أما فقال‌و ما جعل نساءكم اللائي تقولون هن علينا كظهر أمهاتنا أمهاتكم لأن أمهاتكم على الحقيقة هن اللائي ولدنكم و أرضعنكم «وَ مََا جَعَلَ أَدْعِيََاءَكُمْ أَبْنََاءَكُمْ» الأدعياء جمع الدعي و هو الذي يتبناه الإنسان بين سبحانه أنه ليس بابن على الحقيقة و نزلت في زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي من بني عبد ود تبناه النبي ص قبل الوحي و كان قد وقع عليه السبي فاشتراه رسول الله ص بسوق عكاظ فلما نبئ رسول الله ص دعاه إلى الإسلام فأسلم فقدم أبو حارثة مكة و أتى أبا طالب و قال سل ابن أخيك فأما أن يبيعه و إما أن يعتقه فلما قال ذلك أبو طالب لرسول الله قال هو حر فليذهب حيث شاء فأبى زيد أن يفارق رسول الله ص فقال حارثة يا معشر قريش اشهدوا أنه ليس ابني فقال رسول الله ص اشهدوا أنه ابني‌ يعني زيدا فكان يدعي زيد بن محمد فلما تزوج النبي ص زينب بنت جحش فكانت تحت زيد بن حارثة قالت اليهود و المنافقون تزوج محمد امرأة ابنه و هو ينهى الناس عنهافقال الله سبحانه ما جعل الله من تدعونه ولدا و هو ثابت النسب من غيركم ولدا لكم «ذََلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوََاهِكُمْ» أي أن قولكم الدعي ابن الرجل شي‌ء تقولونه بألسنتكم لا حقيقة له عند الله تعالى «وَ اَللََّهُ يَقُولُ اَلْحَقَّ» الذي يلزم اعتقاده و له حقيقة و هو أن الزوجة لا تصير بالظهار أما و الدعي لا يصير بالتبني ابنا «وَ هُوَ يَهْدِي اَلسَّبِيلَ» أي يرشد إلى طريق الحق و يدل عليه‌} «اُدْعُوهُمْ لِآبََائِهِمْ» الذين ولدوهم و انسبوهم إليهم أو إلى من ولدوا على فراشهم‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 527
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست