اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 509
(1) -
الإعراب
«تَنْزِيلُ اَلْكِتََابِ» خبر مبتدإ محذوف و تقديره هذا تنزيل و يجوز أن يكون «تَنْزِيلُ اَلْكِتََابِ» مبتدأ و «لاََ رَيْبَ فِيهِ» خبره و على القول الأول يكون «لاََ رَيْبَ فِيهِ» في موضع نصب على الحال أو في موضع رفع على أنه خبر بعد خبر و قوله «مِنْ رَبِّ اَلْعََالَمِينَ» يحتمل الوجهين أيضا «أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرََاهُ» أم هاهنا استفهام مستأنف و التقدير بل أ يقولون و قوله «مِنْ رَبِّكَ» يجوز أن يتعلق بالحق على تقدير هو الذي حق من ربك و يجوز أن يكون في موضع نصب على الحال أي كائنا من ربك و العامل فيه الحق و ذو الحال الضمير المستكن فيه.
«لِتُنْذِرَ» اللام يتعلق بما يتعلق به من قوله «مََا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ» من الثانية زائدة و التقدير ما ولي ثبت لكم و من دونه في موضع نصب على الحال مما يتعلق به اللام في لكم.
ـ
المعنى
«الم» مفسر في أول البقرة } «تَنْزِيلُ اَلْكِتََابِ» أي هذه الآيات تنزيل الكتاب الذي وعدتم به «لاََ رَيْبَ فِيهِ» أي لا شك فيه أنه وحي «مِنْ رَبِّ اَلْعََالَمِينَ» و المعنى أنه لا ريب فيه للمهتدين و إن كان قد ارتاب فيه خلق من المبطلين لا يعتد بهم لأنه ليس بموضع الشك و قيل معناه أنه زال الشك في أنه كلام رب العزة لعجزهم عن الإتيان بمثله و قيل أن لفظه الخبر و معناه النهي أي لا ترتابوا فيه و الريب أقبح الشك} «أَمْ يَقُولُونَ» أي بل يقولون «اِفْتَرََاهُ» و ليس الأمر على ما يقولون «بَلْ هُوَ اَلْحَقُّ» نزل عليك «مِنْ رَبِّكَ» و الحق هو كل شيء من اعتقده كان معتقده على ما هو به مما يدعو العقل إلى استحقاق المدح عليه و تعظيمه فالكتاب حق لأن من اعتقد أنه من عند الله كان معتقده على ما هو به و الباطل نقيض الحق «لِتُنْذِرَ قَوْماً مََا أَتََاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ» يعني قريشا إذ لم يأتهم نبي قبل نبينا ص و إن أتى غيرهم من قبائل العرب مثل خالد بن سنان العبسي و قيل يعني أهل الفترة بين عيسى و محمد ص فكانوا
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 8 صفحة : 509