responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 478

(1) - العوض فيه الاستزادة على ما أعطي فسمي باسم الزيادة و الربا هو الزيادة بذلك سمي المحرم المتوعد فاعله و بالزيادة ما يأخذ على ما أعطى و المدفوع ليس في الحقيقة ربا إنما المحرم الزيادة التي يأخذها زيدا على ما أعطى فسمي الجميع ربا فكذلك ما أعطاه الواهب و المهدي لاستجلاب الزيادة سمي ربا لمكان الزيادة المقصودة في المكافاة فوجه «لِيَرْبُوَا فِي أَمْوََالِ اَلنََّاسِ» ليربوا ما آتيتم فلا يربوا عند الله لأنه لم يقصد به وجه البر و القربة إنما قصد به اجتلاب الزيادة و لو قصد به وجه الله تعالى لكان كقوله «وَ مََا آتَيْتُمْ مِنْ زَكََاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اَللََّهِ فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْمُضْعِفُونَ» أي صاروا ذوي أضعاف من الثواب على ما أتوا من الزكاة يعطون بالحسنة عشرا فله عشر أمثالها و قول نافع لتربوا أي لتصيروا ذوي زيادة فيما أتيتم من أموال الناس أي تستدعونها و تجتلبونها و كأنه من أربى أي صار ذا زيادة مثل أقطف و أجرب.

المعنى‌

لما تقدم ذكر المشركين عقبه سبحانه بذكر أحوالهم في البطر عند النعمة و اليأس عند الشدة فقال «وَ إِذََا أَذَقْنَا اَلنََّاسَ رَحْمَةً» أي إذا آتيناهم نعمة من عافية و صحة جسم أو سعة رزق أو أمن و دعة «فَرِحُوا بِهََا» أي سروا بتلك الرحمة «وَ إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمََا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» أي و إن أصابهم بلاء و عقوبة بذنوبهم التي قدموها و سمي ذلك سيئة توسعا لكونه جزاء على السيئة عن الجبائي و قيل و إن يصبهم قحط و انقطاع مطر و شدة و سميت سيئة لأنها تسوء صاحبها «إِذََا هُمْ يَقْنَطُونَ» أي ييأسون من رحمة الله و إنما قال «بِمََا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» و لم يقل بما قدموا على التغليب للأظهر الأكثر فإن أكثر العمل لليدين و العمل للقلب و إن كان كثيرا فإنه أخفى ثم نبههم سبحانه على توحيده فقال‌} «أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اَللََّهَ يَبْسُطُ اَلرِّزْقَ» أي يوسعه «لِمَنْ يَشََاءُ وَ يَقْدِرُ» أي و يضيق لمن يشاء على حسب ما تقتضيه مصالح العباد «إِنَّ فِي ذََلِكَ» أي في بسط الرزق لقوم و تضييقه لقوم آخرين «لَآيََاتٍ» أي دلالات «لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» بالله ثم خاطب نبيه ص فقال‌} «فَآتِ ذَا اَلْقُرْبى‌ََ حَقَّهُ» أي و أعط ذوي قرباك يا محمد حقوقهم التي جعلها الله لهم من الأخماس عن مجاهد و السدي و روى أبو سعيد الخدري و غيره إنه لما نزلت هذه الآية على النبي ص أعطى فاطمة (ع) فدكا و سلمه إليها و هو المروي عن أبي جعفر (ع) و أبي عبد الله (ع) و قيل أنه خطاب له ص و لغيره و المراد بالقربى قرابة الرجل و هو أمر بصلة الرحم بالمال و النفس عن الحسن «وَ اَلْمِسْكِينَ وَ اِبْنَ اَلسَّبِيلِ» معناه و آت المسكين و المسافر المحتاج ما فرض الله لهم في مالك «ذََلِكَ خَيْرٌ» أي إعطاء الحقوق مستحقيها خير «لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اَللََّهِ» بالإعطاء دون الرياء و السمعة «وَ أُولََئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ» أي الفائزون بثواب الله‌} «وَ مََا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوََالِ اَلنََّاسِ فَلاََ يَرْبُوا

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست