responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 476

(1) - و الدليل على ذلك قوله‌ «يََا أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ إِذََا طَلَّقْتُمُ اَلنِّسََاءَ» فقوله «فَأَقِمْ وَجْهَكَ» معناه فأقيموا وجوهكم منيبين إليه أي راجعين إلى كل ما أمر به مع التقوى و أداء الفرض و هو قوله «وَ اِتَّقُوهُ وَ أَقِيمُوا اَلصَّلاََةَ» ثم أخبر سبحانه أنه لا ينفع ذلك إلا بالإخلاص في التوحيد فقال «وَ لاََ تَكُونُوا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ ` مِنَ اَلَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ» أي لا تكونوا من أهل الشرك من جملة الذين فرقوا دينهم عن الفراء و يجوز أن يكون قوله‌} «مِنَ اَلَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ» «وَ كََانُوا شِيَعاً» ابتداء كلام و معناه الذين أوقعوا في دينهم الاختلاف و صاروا ذوي أديان مختلفة فصار بعضهم يعبدوننا و بعضهم يعبد نارا و بعضهم شمسا إلى غير ذلك و قد تقدم تفسيره في سورة الأنعام «كُلُّ حِزْبٍ بِمََا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ» أي كل أهل ملة بما عندهم من الدين راضون عن مقاتل و قيل كل فريق بدينهم معجبون مسرورون يظنون أنهم على حق‌} «وَ إِذََا مَسَّ اَلنََّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ» أي إذا أصابهم مرض أو فقر أو شدة دعوا الله تعالى «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ» أي منقطعين إليه مخلصين في الدعاء له «ثُمَّ إِذََا أَذََاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً» بأن يعافيهم من المرض أو يغنيهم من الفقر أو ينجيهم من الشدة «إِذََا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ» أي يعودون إلى عبادة غير الله على خلاف ما يقتضيه العقل من مقابلة النعم بالشكر ثم بين سبحانه أنهم يفعلون ذلك «لِيَكْفُرُوا بِمََا آتَيْنََاهُمْ» من النعم إذ لا غرض في الشرك إلا كفران نعم الله سبحانه و قيل إن هذه اللام للأمر على معنى التهديد مثل قوله‌ «فَمَنْ شََاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شََاءَ فَلْيَكْفُرْ» ثم قال سبحانه يخاطبهم مهددا لهم‌ «فَتَمَتَّعُوا» بهذه الدنيا و انتفعوا بنعيمها الفاني كيف شئتم «فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ» عاقبة كفركم‌} «أَمْ أَنْزَلْنََا عَلَيْهِمْ سُلْطََاناً» هذا استفهام مستأنف معناه بل أنزلنا عليهم برهانا و حجة يتسلطون بذلك على ما ذهبوا إليه «فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمََا كََانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ» أي فذلك البرهان كأنه يتكلم بصحة شركهم و يحتج لهم به و المعنى أنهم لا يقدرون على تصحيح ذلك و لا يمكنهم ادعاء برهان و حجة عليه.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست